على غرار باقي القرى المغربية تجتمع العائلة من الجد الأكبر والأعمام إلى الحفيد الأصغر النائم في أحضان الجد,كلهم حول مائدة أرضية من الدوم “اسكي” لتناول وجبة العشاء تحت ضوء تمايورت(أشعة القمر)أو قنديل من الخزف مملوء بالزيت محشو بالصوف الملفوف الذي يحترق ويرسل أشعة كافية لتضيء تدواريت(فناء وسط المنزل) صيفا و احانو نواكنس بنفس الإضاءة شتاءا , لا تنقص الدائرة إلا من الأب الذي تناول عشاءه المبكر(اكاز) فور إرجاعه للقطيع من الغابة,توكل مهمة تفريق كسرات الخبز (تانورت) وتفريق قطع اللحم على الأفراد تراتبيا للجد.
في انتظار أخر كاس قهوة في اليوم الممزوج بإكليل الجبل السحري الذي يضن الجد الطاعن في السن أن لولاه لتوفي منذ أمد بعيد, أثناء ذالك يشرع الجد في تقسيم مهام اليوم الموالي على الأبناء واكبر الأحفاد الذين توكل لهم مهام يفخرون بها أمام أبناء عمومته إعلانا منهم اشتداد عودهم,منهم من يسقي الحرث ومنهم من يجيد استعمال الشاقور لجمع الحطب اليابس للشجرة المباركة (تركانت) , فيما توكل مهمة إخراج القطيع إلى أعالي جبال ادرار ندرن لكبيرهم مع بزوغ الفجر إلي الضحى في انتظار أن يلتحق به الأب بعد تناول أولى وجبات اليوم (الفضور) هكذا ألف ايت سمك أن يعيشوا منذ فجر التاريخ.
كل صباح أمر قرب مباني لم يتبقى منها إلا أساسات من أحجار متراصة بإتقان يقال أنها مساكن الروم (اروميين،برتقيز ) لم اعرف حقيقة وقصص هذه الأطلال إلا بعد 16 سنة،صبيحة أن اعلن الأستاذ انهيار الأندلس عنوان درس اليوم.
إنهار الأندلس فجمع المسيحيين شملهم لمواجهة الموحدين مطلع القرن 15.بنى البرتغال قوة بحرية وعسكرية للاستكشافات والتجارة الخارجية، وكان المغرب المتهاوي لقمة سائغة في فم القوة المتوسطية الجديدة أنداك، استطاعت البرتغال وقوتها هزم الدولة المغربية واحتلت اكادير سنتاكروز وواصلت زحفها إلى تزنيت منطقة أفلا أيغير فشيدت اكادير ايرومين, لم تكن تارودانت أفضل حال من باقي سهل سوس, فقهاء واعيان وجدة تدعوا وتنتظر معجزة أن تنزل من السماء ببركة من الولي الصالح سدي فلان، لا صوت يعلو على صوت البرتغال قوة يرجع لها الفضل في استنبات الخروب وزيت الزيتون بكل مستوطناتها قبل أن تفطن إلى التعدين.
مع بداية ظهور الدولة السعدية بزعامة مؤسسها احمد الشيخ السعدي الذي كان يقطع الطريق على البرتقيز مدعوما بالقبائل السوسية المجاورة لتحرير اكادير وطرد الحامية العسكرية البرتغالية,وهنا بدأت الدولة السعدية بالاستقواء تم نقلت العاصمة من تارودانت إلى مراكش وإعلان الجهاد ضد البرتغال 1541 ” الاستقصاء خالد الناصري”
في يوم 26 شتنبر 1540 انتهت فترة الهدنة المغربية والبرتغالية فبني السعديون حصن اكادير اوفلا الشهير ثم حاصروا قلعة البرتغاليين بقيادة القائد مومن بن يحيى العلج بجيش تعداده 3000 فارس يشمل عدد كبير من محاربي ابودرارن نسوس
فاضطر البرتغال للرحيل بعد طمرهم جميع مناجم زربيون دوار افسفاس بجماعة تافنكولت إقليم تارودانت لكي لا يتم استغلالها من طرف الساكنة المحلية ، فخلفوا وراءهم أطلال مادية، تكماو نيرومين (منازل الروم)، أسوك نرومين (زقاق الروم),زربيون( قمة نقطية عالية باللغة البرتغالية) وطبونوميا شاهدة، فأسدل ستارعلى تواجد الايبير، لتبدآ حكاية أبناء عمومتهم الافرنج بعد حين.
التعليقات مغلقة.