افران مؤهلات سياحية .. ولكن!

ifrane 2
افران : اقبال كبير للمصطفين دون تطور بنيات الاستقبال والخدمات

الحسن باكريم.//

تعد مدينة افران وضواحيها  منتجعا مهما لدى جل المغاربة، وهي المنطقة التي يقع عليها اجماع المصطافين المغاربة طيلة السنة على كونها الافضل لقضاء عطلهم،  وتشتهر افران بكراء المنازل المفروشة لزوارها باثمنة معقولة ، ويعد مناخها صيفا المعتدل وشتاء “زربية” بالثلوج التي تهطل عليها ، ومناظرها الطبيعية وحتى تصميمها المعمري ونظافة  شوارعها وازقتها موضوع استقطاب سنويا لعدد من السياح وللرياضيين ، مما انعكس على انشطة ساكنتها ، وجعلها منتجعا سياحيا بامتياز.. ولكن!

قبل العودة الى – ولكن! – لنقدم تعريفا مركزا للمدينة أصلها وفصلها.. إفران ⵉⴼⵔⴰⵏ Ifran  كلمة أمازيغية تعني الكهوف ( افري = الغار أو الكهف، الجمع افران = الغيران أو الكهوف )، والتسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي. قديما كان يطلق عليها لقب “أورتي” وهي كلمة أمازيغية تعني البستان أو الحديقة، وتلقب بسويسرا الصغيرة لطابعها الأوروبي.

تقع مدينة افران بالقرب من مدينتي فاس ومكناس  وتنتمي إلى إقليم إفران ( فاس سابقا ) وتضم 14.659 نسمة (إحصاء 2014). تعتبر إفران من أقدم المدن المغربية الجبلية وتقع على ارتفاع 1.655 مترا فوق سطح البحر وتمتاز بالبرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء واعتدال الجو في الصيف والربيع، وتجذب الزوار بشلالاتها المائية وطبيعتها الخلابة وعناية منتخبيها بنظافتها.

أنشأت مدينة إفران الحديثة من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1929 على أراضي صودرت من سكان الزاوية وكان الغرض أن تكون المدينة “محطة على التل” ومكان بارد تقضي فيه الأسر المستعمرة فصل الصيف، وقد صممت أصلا وفق النموذج الحضري لـ “الجاردن سيتي” (مدينة الحدائق) السائد حينذاك. ودعت الخطة لإنشاء شاليهات صيفية على طراز منازل جبال الألب المحاطة بالحدائق والشوارع المنحية المحفوفة بالأشجار. كما بني قصرا ملكيا للسلطان محمد الخامس، وكانت أولى المباني العامة للمدينة هي مكتب للبريد وكنيسة. وعلاوة على ذلك، تم بناء سجن أصبح بعدها معسكر لاسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت المدينة محسوبة على اقليم فاس واليوم انشأت بها العديد من المعالم الادارية والثقافية والرياضية والاجتماعية، رغم النقص الذي لا تزال تعانيها كباقي المناطقة الجبلية المغربية في المجال الاجتماعي ( الصحة والتعليم ) والثقافي كذلك.

ifrane 1
هذه البحيرة التي كانت مفخرة لمدينة افران أصبحت اليوم مزعجة بروائحها الكريهة

هذه هي افران ..ولكن !  

زائر المدينة ، غشت 2016 ، سيكتشف في الوهلة الاولى أنها مدينة سياحية بامتياز وأن مناظرها وتصميمها وحتى بعض روتوشات مجالسها المنتخبة ( المجلس البلدي والمجلس الاقليمي والمجلس الاقليمي للسياحة ) مهمة وتستحق كل التنويه، ولكن من حاول اكتشاف عمق المدينة وعمق مشاكلها، وسبق له أن زارها عدة مرات، سيكتشف أن كل هذا “المكياج” زائف ..وأن المدينة تستحق من مسؤوليها أكثر .وأن هناك تراجعات تعرفها المدينة في نظافتها في بنياتها التحتية وأن هناك العديد من المباني مهددة بالانهيار لتقدامها.

فيما يخص الطريق الرئيسي الى افران، وإن كانت سليمة ومزودجة الى حدود مدينة الحاجب، فالملاحظ بين الحاجب وافران طريق ضيق ويعرف يوميا اكتظاظا وازدحاما بوسائل النقل المختلفة، وقد شرع في اعادة اصلاحها دون توسيعها وجعلها مزدوجة، وعملية الاصلاح نفسها برمجت في غير وقتها ، فهل من المعقول اطلاق عملية اصلاح جزء من الطريق الى افران في شهر غشت حيث تدفق المئات من السيارات والزوار؟

تعرف العديد من الوحدات السياحية المصنفة وغير المصنفة ( فنادق واقامات ومنازل ) تراجعا كبيرا في خدماتها الاساسية، في الوقت الذي تعرف أثمنة المبيت والكراء والمواد ارتفاعا صروخيا، وفي ظل هذا الاختلال والفوضى في استقبال الزوار وعدم تكافؤ الفرص، اضطرت العديد من الوحدات السياحية اغلاق ابوابها ( مقاهي وفنادق ). 

حين تبحث عن مدينة افران في الانترنيت ستتفاجأ أن كل المواقع والموسوعات العلمية والمنتديات تؤكد أنها مدينة أمازيغية، واسمها أمازيغي، وسكانها يتحدثون الزيانية احدى روافد اللغة الامازيغية، وحين تحل بها لا تجد شيء يدل على أنها مدينة أمازيغية، ما عدا اللغة الامازيغية التي يتحدث بها بعض سكانها، وتكون المدينة، التي يحب البعض تشبيهها بسويسرا، غريبة عن أصلها وتراثها وثقافتها، حتى الكتابة بحرف تيفناغ لبعض تشويرات شوارعها ومصالحها شبه منعدمة.

تلكم افران المدينة الغريبة التي تعيش افول شبابها، كعجوز قضت عوامل الزمان والبشر على جمالها ولم تعد الا ملاحه تظهر للعيان.   


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading