اغتيال عمر خالق – ازم – جريمة سياسية وتداعياته سياسية تهم جميع السياسيين و الحقوقيين

اعطوش
 المعتقل السياسي حميد أعطوش

كان لقوة خطاب الحركة الثقافية الامازيغية المنبثق من الواقع الموضوعي لطبيعة هوية شمال افريقيا , خطاب مرتبط بسؤال الفعل و التغيير و التفكيك و التشخيص لكل البؤر المتوثرة و المعقدة , خطرا يهدد وجود كل الكائنات الغريبة على المجتمع المغربي وخاصة داخل الحامعة . وهده المكونات الطلابية تهاب و تخشى المقارعة الفكرية , وهي عاجزة لاعطاء اجابات للمشاكل و القضايا العالقة , ليبقى لها العنف الخيار الامثل في مواجهة علمية و خطاب الحركة الثقافية الامازيغية و حداثيته .

   في غياب التوازنات الفكرية و السياسية داخل الجامعة المغربية , حيث تعتبر هده الاخيرة فضاء للتحصيل العلمي و المعرفي و حقل للتكوين الاكاديمي و البحث و النقد الفكري . كان  للشردمة  المتطرفة تتحمل الدولة مسؤولية افرازها نظرة مغايرة للجامعة .ففي مغامرة غيرمحسوبة العواقب لتجييش الطلبة من طرف ثيارات اقصائية التي تغدي العنف و التطرف السياسي و الفوضوية لتنفيد اجندة انفصالية الوهم الصحراوي ثم الهجوم على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية وبين الجرحى ثم استشهاد المناضل عمر خالق ازم , وزرع و اشاعة مناخ واسع من الخوف داخل صفوف الحركة الطلابية .

فالعنف المفروض  على الحركة الثقافية الأمازيغية مازال يرخي بضلاله , قضية اغتيال و تصفية  عمر خالق و تداعياته سياسية تهم جميع السياسيين و الحقوقيين , فالنظر لهدا الملف لا يمكن فهمه بدون فهم سيرورته التاريخية ’ و ترابطها الزمني فهو جريمة سياسية دات ابعاد سياسية , فاستحضارنا لمعالم شخصية عمر سياسيا و فكريا و اجتماعيا و كدا انسانيا , نضاله و كفاحه من أجل القضية الأمازيغية , فهو مناضل في تصوره في خطابة في منهجيته في جرأته و شهامته لقد ساهم في تنشيط و خلق دينامية نوعية بموقع مراكش لتحليله الموضوعي للمشهد الطلابي , لمجهوداته و تحركاته في ملف الاعتقال السياسي , في التحسيس بالقضية الأمازيغية , في غيرته على الشعب الأمازيغي .

   من الصعب بل من غير الممكن أن ننفلت من تاريخ كارل ماركس , التاريخ الدي لم يكتب بالدماء تاريخ مزور , فعمر ينضاف الى قائمة شهداء القضية الأمازيغية , ووفاءا منا لدماء عمر لن نتقبل أي مساومة على دمائه او أن يكون محل تجادبات صبيانية , وسيرا في درب النضال يجب الاحتداء و الانضباط لرؤية استراتيجية لنظرية الاعنف والى مخاطر العنف من أجل عدم انتاج نفس الواقع , و الادراك ان نفس الظروف قد تخلق نفس النتائج , فلا يحب أن نلجأ الى العنف و أن كل عملية اغتيال و سجن و اعتقال لن يزيد الحركة الثقافية الأمازيغية الا مناعة , فقد اعتدنا امتصاص الصدمات عبر الثاريخ حثى اصبحنا نبثة الصبار رغم اشواكها نواجه الحياة و مرارة الأيام و قسوتها بالصمت و بلغة الصبر . فالحرية تشيد الوجود بالمعاناة و الألم فلا بد من التحرر و الكرامة و اشعال نار المقاومة بعيدا عن الاستسلام و العبودية ’ فليس هناك نضال بدون ندوب .

   ان الحرب ضد الأمازيغية و ايمازيغن مستمرة و بوسائل مختلفة من أسلحة وغيرها من معارك اديولوجية , ثقافية , سياسية , اجتماعية و اقتصادية .فموقف الحكومة من اغتيال عمر خالق عنصري وعنجهني , وليس من الغريب على حكومة تتميز بضغف الفكر –  طور الطفولة – و قوة الحفيظة – حفظ القرآن و انتاج الارهاب و التطرف – مهيتها هشة و مبنية على الخداع و الكدب , حكومة ثمرة اجتهاد لنظام فاسد لم ينجب غير الفشل فهده حقيقة مؤلمة أثرت في مجتمعنا و عرقلت سير الحركة الأمازيغية . فكيف يتسنى لها الاعتراف بالحريمة السياسية في اغتيال عمر خالق و فعل واجب العزاء لاسرته المؤلومة ؟ و كيف لمن يكن العداء الشرس لكل ما يتعلق بالأمازيغية أن يقرر في مصيرنا ؟ .

   على الحركة الأمازيغية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية ومن ينسى عمر عقوبته أن يتحاهله الواقع . وبالمناسبة نهيب بمجهودات الدفاع و كل الفعاليات الأمازيغية كما نثمن موقف الجمعية المغربية لحقوق الانسان و أخيرا و بعد تسع سنوات من الاعتقال تعترف ببراءة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية كما نعبر عن تضامننا و أسفنا الشديد اثر عزل القاضي العفيف الهيني و قمع الحق في ابداء الرأي و اجهاد الحلم باستقلالية القضاء .

مكناس في 22/02/2016- سجن تولال 1

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد