اختارتها لندن كأفضل مصورة لسنة 2021.. أسماء تلميذة من أيت ملول عاشقة للعدسة وطموحها « بلا حدود »
سعيد مكراز
بدأت التلميذة أسماء أمجضوض من مواليد 2002،بحي تيميرسيط ضواحي مدينة أيت ملول ، قصتها مع العدسة والكاميرا، منذ سن مبكرة، مما منحها ألقابا أغلبها كان في الخفاء، وبعيدا عن أضواء الإعلام بسبب الجائحة، وأهمها تتويجها دجنبر 2020، بلقب أصغر مصورة، وصاحبة أحسن صورة فوتوغرافية لسنة 2021 بالعاصمة البريطانية لندن.
وعن مسارها في درب العدسة، قالت أسماء تلميذة في السنة الثانية باكالوريا تخصص علوم الحياة والأرض بثانوية البقالي بأيت ملول، في حديث مع موقع القناة الثانية، بأنها بدأت مشوراها بالتقاط الصور داخل جمعية حيها بِتيميرسيط، وتوثيق الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المنخرطون.
حضيت هواية أسماء بثقة أسرتها، فاقتنى لها والدها كاميرا صغيرة لم يكن يتعدى ثمنها 1000 درهم، بمناسبة عيد ميلادها التاسع، والحكمة في ذلك حسب تصريح أسماء، كون والدها يريد اختبار عشقها لفن التصوير.
لم يترك الأب لمسة الحزن تخيم كثيرا على محيى ابنته، ليقرر بعد مدة قصيرة اقتناء كاميرا احترافية لها من مدينة أكادير، وذيل خطوته بنصيحة قائلا لها: « التقطي صورا للجمال والحياة، وسافري عبر العدسة نحو حقيقة الأشياء التي تقومين بتصوريها ».
ولتنفيذ وصية الأب، قالت أسماء في تصريحها، بأنها ولجت ورشة التصوير الفوتوغرافي بالمركز الثقافي لأيت ملول، وتلمذت على يد كبار الأساتذة بالمركز كعبد الإله رفيق، ويونس العلوي وغيرهم، واستفادت من الخرجات التي ينظمها المركز في الطبيعة، والتي كانت فرصة لالتقاط الصور بكل حرية.
طموح أسماء، لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد ليصل إلى الهجوم على كل المناسبات الثقافية بـأكادير الكبير، فبالرغم من صغر سنها، وعدم توصلها بدعوات في بداياتها، إلا أنها كانت تحضر مهرجانات السينما والمسرح والفنون التي تقام بالجهة، وتقدم نفسها للمنظمين على أنها عاشقة للتصوير (فريلانس).
العديد من المهرجانات بأكادير والضواحي، منح لأسماء فرصة الدخول إلى المنصات والكواليس، وهو ما مكنها من التنقل والتقاط بورطريهات لكبار الفنانين، وكبريات عارضات الأزياء في العالم، اللواتي كن يحضرن إلى أكادير ، خاصة في لقاءات عروض الأزياء، حيث كانت المفاجأة كبيرة لأغلب المنظمين، فبعد التصوير ونشر الصور على حائطها بمواقع التواصل الاجتماعي، تتلقى أسماء اتصالات من عارضات لهن وزنهن العالمي، قصد الحصول على نسخ من هذه الصور، لنشرها على حسابهن الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي.
النماذج كثيرة حسب متحدثنا، ومن بينهن عارضات أزياء اخترن صورها لنشرها على أغلفة مجلات عالمية، كما هو الحال لعارضة الأزياء وملكة جمال السياحة بأوربا Lenka Josefiova، التي نشرت إحدى صور أسماء بغلاف مجلة عالمية.
وعن فوزها بلقب أصغر مصورة، وصاحبة أفضل صورة لسنة 2021 في مسابقة International award global community and business التي أقيمت بلندن، تقول أسماء بأن الفضل يعود للسيدة “إريس رودريغيز“ منظمة مهرجانات واسبانية الجنسية، بحيث اطلعت على صورها، وشجعتها على المشاركة في هذه المسابقة، وبعد الاقصائيات منحت اللجنة اللقب لاسماء، وكان منتظرا أن تسافر إلى لندن لولا ظروف الجائحة.
وعن طموحها، تقول أسماء بأنه بلا حدود، فالعدسة والإطلالة وراء الكاميرا له لمسة خاصة، والعين حسب تعبيرها تنقل حقيقة الأشياء، من تجاعيد كبار السن، إلى براءة ضحكة الصغار، فقساوة تضاريس وجوه العمال المياومين، مرورا بزرقة الموج في البحر، ونصاعة بياض أسفل بطن النوارس، وغيرها من المشاهد التي « تجعلني أواصل البحث عن حقيقة الأشياء في صوري، وهي بالمناسبة كلها حاملة لرسالة محددة ».
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.