الحسن باكريم//
قال أحمد عصيد ، الناشط الامازيغي ، أن الدولة لا تملك استراتجية على المدى البعيد في مجال السياسة اللغوية، وتشتغل على تاكتيكات ظرفية ، بالنسبة للغة الامازيغية ( مثلها مثل العربية الدولة لم تحدد الغرض منهما، فهما معا لغتين للهوية)، وهكذا فالدولة اشتغلت مند 2001 الى 2008 باعتماد مرجعية خطاب أجدير في التعاطي مع الامازيغية، بعد ذلك شعرنا ، يقول عصيد، بأن الدولة تخلت على مرجعية خطاب أجدير، وهنا يمكن تفسير سبب التراجع في مجال تدريس اللغة الامازيغية، لهذا كان على الحركة الامازيغية الخروج مع حركة 20 فبراير والتصعيد من صقف المطالب، فكانت النتيجة ترسيم الامازيغية في دستور 2011.
نفس السيناريو يتكرر اليوم، مع فرق أن وضع اليوم ليس مثل الأمس فبنكيران يريد إشعال الفتنة بملف الامازيغية، مع القانون التنظيمي لاعطاء الطابع الرسمي للامازيغية، فقد ظل بنكيران ، رئيس الحكومة يردد أن ملف الامازيغية أكبر منه فهو بيد الملك، ليفاجأ الجميع بانفراده بالموضوع( أو توريطه في الموضوع ) وبإصدار قانون كارثي متناقض، واكبر تناقضاته هو احالته لملف تدريس الامازيغية على المجلس الاعلى للتربية والتكوين الذي لم يقدم شيئا للامازيغية، والذي بدوره يتحدث في رؤيته على أن قانونا تنظيميا سيصدر في شأن كيفية تدريس الامازيغية، وهكذا تكون الحكومة تضع ملف تدريس الامازيغية بين قانون متناقض ومجلس لا يعترف أصلا بالامازيغية، والمسودة غريقة في تلاعبات وتحايلات بصياغ غير محددة وغير ملزمة.
وفسر عصيد تناقضات الحاكمين اتجاه الامازيغية بكونه نابع من ازدواجية في التعامل مع ملف كبير يهم مستقبل المغرب والمنطقة كلها وقال أن هناك مرجعية الدولة التي اعتبرت الامازيغية ملفا سياديا وتعاطت معه مند البداية على هذا الاساس، ومرجعية الحكومة الحالية التي كانت ترفض التعامل مع الموضوع من منطلق موقفها المعروف، واليوم مع ترويج، في العطلة الصيفية، لمسودتين لقانونين التنظيمي للامازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية ، نكون امام تواطئ مفضوح ما بين الحكومة والجهات العليا في الدولة من أجل تمرير القانونين بشكل سيرهن ملف الامازيغية في ايادي تعمل على عرقلة الاعتراف الرسمي بالامازيغية.
المطلوب اليوم ، من كل المعنيين بملف الامازيغية ومستقبل الديمقراطية بالمغرب، النضال بكل قوة ، من أجل فرض تعديلات مهمة واساسية على القانونين قبل نشرهما، والا فمضامنهما الحالية سترجع ملف الامازيغية الى نقطة الصفر، وسنكون أمام وضعية غير طبيعية تدعو الى الفتنة والتشنج.
وكان احمد عصيد يتحدث في ندوة علمية حول ” تدريس الامازيغية في ظل الجهوية المتقدمة” بتافراوت على هامش دورة مهرجان تيفاوين، مساء يوم الاربعاء 3 غشت من 2016 الجاري.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.