احتفلوا أمازيغيا !!

أيام وتحل السنة الامازيغية الجديدة ، ذكرى عريقة في التاريخ ، تربط بين الإنسان الامازيغي وأرضه ، كما تربطه بالسماء في علاقة إيمانية روحانية قوية لا مثيل لها ، تستحق أكثر من دراسة وبحث للوقوف على حضارة شعب سكن شمال افريقيا منذ قرون مضت .

والاحتفال بالرأس السنة الامازيغية كان وما يزال ، كان في البيوت وفي القرى بأساليب وطرق قديمة تختلف من منطقة إلى أخرى حسب ما تجود به الأرض ، ومستوى ومكانة الأسر اجتماعيا وثقافيا كذلك ، لكنها تجتمع في ضرورة الاحتفال ، وقداسة اليوم تاريخيا وحضاريا وتقليديا ، في إشارة قوية إلى أن الشعب يعيش الوعي بالذات ويمارس طقوسه في ظل التعايش والاحترام والوقار دون النبش في خصوصية الآخرين أو تبخيس عقائدهم .

ومن خصال الشعب الامازيغي أنه يمارس طقوسه عفويا ، ولا ينتظر الترسيم عادة أو اعترافا من جهة ما ، وان كان اليوم مطلبا شعبيا ، وحقا من حقوقه المشروعة مادام الاحتفال بالرأس السنة الامازيغية يتم وطنيا وقاريا ويدخل ضمن المسلمات السنوية في كل يوم 13 يناير من كل سنة .

ورغم العداء الإسلامي لهذا الاحتفال ، وتسخير الدين لمواجهة احتفال شعب عريق عرف التدين قبل الإسلام ، وأمن به في بدياته ، وخدمه رجالاته ونساءه في قرون مضت ، مع عدم الإفتاء بحرم الاحتفال بائض ءيناير ، إلا أن أبواقا من المنتسبين إلى الدين الإسلامي تحارب الاحتفال وتجعله بدعا ومنكرا وشرك بالله وبالعقيدة ، مما قد يؤثر سلبا على العقول الضعيفة والمتأثرة بالدين وبالشيوخ وطريقة تحريم بعض الأشياء بدعوة النصيحة والإرشاد الديني .

فالاحتفال برأس السنة الامازيغية ، من الطرق الإنسانية والكونية لإبراز حضارة الامازيغ والتعريف بها ، ورسالة قوية للحكومة من أجل الاعتراف بهذا التقويم إداريا ووطنيا بمرسوم ينشر في الجريدة الرسمية لكل المغاربة ، ومناسبة سنوية لتسويق الصحيح والسليم للقيم  النبيلة للشعب الامازيغي باختلاف الديانة والوطن والانتماء ، ومحطة سنوية لتقييم العمل والوقوف عند مكامن الخلل والسعي إلى إصلاحه وتسطير برنامج عمل سنوي ترافعي من أجل امازيغية المغاربة جميعا ممارسة وليس شعارا فقط .

لدلك يجب الاحتفال أمازيغيا بالبيوت ، والمقاهي والفضاء العام بشكل تقليدي وعصري يجمع بين الأصالة والمعاصرة ، تحضر فيه الامازيغية كمحور أساسي من أجل مستقبلها كله عطاء ودينامية ، وبالمدن الكبرى والقاعات العمومية والخصوصية من أجل رأس سنة أمازيغي أسسه الإنسان واللغة والأرض .

اذن احتفلوا بأمازيغيتكم ، وواصلوا إبراز خصوصيتكم الكونية النبيلة ، وطهروا عقولكم من الأفكار المدمرة والقاتلة ، فامازيغيتنا حضارة وثقافة وماض وحاضر ومستقبل ، وفيها من المستحضرات الطبيعية ما يجعل وجهكم جميلة وملامحكم سارة ، وفيها من الدواء ما يجعل أبدانكم قوية وعقولكم نيرة تعيش من أجل الإنسانية جمعاء .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد