ابوحفص : لماذا هذه الخصومة النكدة المصطنعة بين الدين و الفن؟

كتب عبد الوهاب رفيقي المعروف بابوحفص في تدوينة له على الفايس بوك متسائلا عن اسباب الخصومة النكدة والمصطعنة بين الدين والفن؛ التدوينة كاملة هنا:

سألني وزير الثقافة السيد محمد لعرج خلال عشاء على هامش مهرجان شفشاون، عن سر تواجدي بالمهرجان ذي الصبغة الفنية، وأنا أحمل صبغة وبروفايلا ” دينيا”…..

أحالني هذا السؤال على هذه الخصومة النكدة المصطنعة بين الدين و الفن… تلك الخصومة التي أسستها بعض المذاهب الفقهية، وتبناها بتنطع الفقه البدوي الذي سوق للناس خلال العقود الأخيرة، بصفته الفهم الصحيح والوحيد للدين والإسلام.
لذا كان لابد من عقد المصالحة بين مجالين بينهما من الارتباط التاريخي وعمق العلاقة ما يجعل اختلاق الخصومة بينهما جريمة بكل المقاييس.

ينشأ الطفل ” المتدين” جاف المشاعر فارغ الوجدان قليل الإحساس… قد قتلت في نفسه كل فرص الإبداع والتعبير والتنفيس… وحرم من كل ما يهذب الأرواح وينمي العقول والخيال ويفتح الآفاق ويمنح المتعة والترفيه… فالموسيقى حرام… والغناء حرام… والرسم حرام… والنحت حرام.. والتصوير حرام… والسينما حرام… والمسرح حرام… والتمثيل حرام….

جفاء وجفاف وقحولة في الخيال والوجدان… ثم يقال: لم تميل نفوس بعض شبابنا للعنف؟ لم يتبنى بعضنا نظرة أحادية الأبعاد وأحكاما إطلاقية لا تخرج إلا من زاوية واحدة؟ كيف تتمكن التنظيمات المتطرفة من استقطاب كثير من شبابنا وإقناعهم بتلك السبل والمسالك؟؟

عقد المصالحة بين الفن والدين أحد أهم الأوراش التي يجب الاشتغال عليها في معركة التنوير والإصلاح والديني، وأحد أهم الوسائل لمحاربة العنف والتطرف.

في تدوينات قادمة إن شاء الله أتحدث عن العلاقة القديمة بين الفن والدين، وعن أسباب القطيعة والخصومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد