ابراهيم المزند، ذلك السوسي العصامي
لم أطلع على ما كتبته احدى “الصحفيات” على ابراهيم المزند، ولا أعتقد أن ذلك مهم، لأن من يعرف ابراهيم، ابن سوس العالمة، عن قرب ومن تعامل معه سيعرف أن كل ما سيقال عن هذا الشخص العصامي لن يزيده الا تألقا ومجدا. شخص هادئ، انساني، مثقف وذو فكر منفتح. كيف لا وهو الذي لم يلد وفي فمه ملعقة من ذهب ولم يجد الطريق مفروشة بالورود لكي يتألق. ترعرع مثله مثل أغلبية أبناء الشعب المغربي في حي شعبي، تعلم في المدرسة العمومية وتخرج من جامعة ابن زهر. لكن حسه الفني المرهف وروح المبادرة التي يمتاز بها جعلته يجعل لنفسه مكانا في الساحة الثقافية بأكادير مند أن اشتغل في المعهد الفرنسي في التسعينات من القرن الماضي وهناك تعرفت عليه لأول مرة أثناء تسجيلنا لشريط لتعليم الأمازيغية تحت اشراف الأستاذ عبد الله منتصر. شخص يحسن الاصغاء ويجعل معارفه في خدمة الاخرين, وهو ما جعل نجمه يسطع بسرعة خاصة مع ميلاد مهرجان تيميتار الدولي الذي أصبح مديره الفني وتمكن بفظل علاقاته وحسن تواصله من أن يساهم في الرقي بهذا المهرجان ليحتل مراتب مهمة عالميا. وفي سعيه هذا كانت الأغنية الأمازيغية حاضرة في تفكيره وكان يؤمن أن تطورها رهين بانفتاحها على العالم واستفاذتها من تجارب الاخرين وهو ما جعل بعض الفرق الأمازيغية السوسية تستفيد من نظرته للأمور لتجعل لنفسها مكانا في الجولات الفنية العالمية. والى جانب مهرجان تيميتار يظل المنتدى الدولي “موسيقى بدون تأشيرة” ابداعه الشخصي حيث جعل من المغرب قبلة كبار الفنانين والمنتجين ومنظمي المهرجانات الفنية العالمية,
ابراهيم المزند اليوم مفخرة للمغرب بتعدد مكوناته الثقافية، واشرافه على “أنطولوجية العيطة” وتهييئه ل”أنطولوجية الروايس” ومشاريع أخرى خير دليل على ذلك، ولذلك حضي بتكريمات وأوسمة خارج الوطن وبتقدير كبير في عالم الفن والثقافة وتصدرت صوره مجلات وطنية ودولية.
من حين لاخر يستجيب بدون تردد لدعواتي لالقاء محاضرة أمام طلبتي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة ابن زهر ارتباطا منه بأبناء الشعب الذي هو واحد منهم ورغبة منه في اقناع الطلبة بأن الجد والمثابرة طريق النجاح.
ان من أسباب نجاح ابراهيم المزند، الفاعل الثقافي عالميا، هو تشبعه بثقافته الأمازيغية السوسية التي عبرت عنها “الصحفية” ب”الشلح المقزز” وهي التي تحثه على الصبر والمثابرة والصدق وحسن الأخلاق. فما أحوجنا اليوم ل”شلوح مقزين” من طينة ابراهيم المزند. وختاما أٌقول “الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.