يعتبر اليوم العالمي للغة الأم مناسبة لترسيخ قيم التنوع اللغوي والثقافي والتأكيد على أهمية حماية اللغات الأصلية باعتبارها مكونًا أساسيًا من الهوية الجماعية، وبالنسبة لمنظمة تاماينوت، فإن هذا اليوم يحمل دلالات عميقة ترتبط بالنضال من أجل الاعتراف الفعلي باللغة الأمازيغية وضمان حضورها في مختلف مجالات الحياة العامة. فاللغة ليست مجرد أداة تواصل، بل هي وعاء للذاكرة الجماعية ووسيلة لنقل المعرفة والقيم بين الأجيال، ما يجعل الحفاظ عليها مسؤولية جماعية. ورغم الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة رسمية، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال تعيق تفعيل هذا الاعتراف على أرض الواقع، سواء من حيث إدماجها في التعليم، أو تعزيز حضورها في الإعلام والإدارة، أو توفير الموارد اللازمة لتطويرها. ومن هذا المنطلق، يمثل الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتقييم التقدم المحقق في هذا المجال وتجديد الدعوة إلى سياسات لغوية عادلة تضمن حقوق جميع الناطقين بالأمازيغية دون تمييز. كما تؤمن تاماينوت بأن التنوع اللغوي يشكل ركيزة أساسية لتعزيز الديمقراطية والتعايش السلمي، حيث أن الاعتراف المتساوي بجميع اللغات يسهم في بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا. وعليه، فإن تخليد هذا اليوم لا يقتصر على البعد الرمزي، بل هو جزء من مسار طويل من النضال من أجل تحقيق العدالة اللغوية والثقافية، وضمان حق كل فرد في التعلم والتعبير بلغته الأم، مما يعزز قيم المساواة والكرامة والانتماء.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.