إنزكان.. سوق الثلاثاء يحترق من جديد
التماس كهربائي كان كافيا لتندلع الشرارة الأولى حوالي الحادية عشرة والنصف ليلا من يوم الجمعة .. وتحول أربعة أجنحة إلى رماد بمعدل يتراوح مابين 280 إلى 300 متجر لكل جناح …أربع ساعات من الجحيم عاشها رجال الوقاية وهم يواجهون هذا اللهيب الرهيب من كل الأبواب الستة المحيطة بهذا السوق لإخماد النار من جهة ..ومحاولة تطويق وحمايته بقية المتاجر من جهة ثانية …
أربعة ساعات من الجحيم أيضا عاشها التجار وهم يقتحمون السوق بالرغم من خطورة الوضع داخله لإنقاذ ما تبقى من سلعهم …من ألسنة النار من جهة ومن أيادي الصوص من جهة ثانية ..ولولا يقظة رجال الأمن وقوات المساعدة التي طوقت المكان وتآزر التجار فيما بينهم لكانت الخسارة أفدح..
ذهول وشرود هي ملامح بادية على وجوه التجار أمام هول ما وقع …وكيف وقع ..هي أسئلة بقدر ما يحضر الإيمان بقضاء الله وقدره للتخفيف من قوة الصدمة والأمر كذلك بالفعل…والخلف على ألله. .بقدر ما أيضا يدفعنا الوضع نفسه إلى فتح النقاش العمومي حول إنزكان مدينة الأسواق أصل شهرتها وبكل الأصناف ..من الممتاز إلى العشوائي. .إلى الأكثر عشوائية ..مدينة كل الشوارع والأرصفة محتلة …وما تبقى للسيارات ..حتى أصبح أسم إنزكان يحيل إلى الفوضى والاختناق لدى أي زائر كان ..نعم للفوضى في المدينة نظام وقانون وحماية …ومقاومة أيضا ضد كل الإرادات الهادفة إلى معالجة هذا الخلل البنيوي الذي يعرفه أكبر مركز تجاري على المستوى الوطني ذي الامتدادات في العمق الأفريقي. ..
لذلك يعتبر المتتبعون لتاريخ هذا السوق بالضبط وعلاقته بالحريق نتيجة لهذه الفوضى العارمة والأمة على كل المرافق الحيوية بالمدينة وسوق الثلاثاء نموذج حي لذلك ..سوق بالكاد يجد فيه التسوق موطئ قدم أمام تكدس السلع جوانب أزقة ضيقة والعربات في الشارع الرئيسي …عرقلة الوضع بشكل كبير كل مجهودات رجال الاطفاء لتطوير الحريق البارحة. ..الذين اكتشفوا أن السوق غير مرتبط بالشبكة المائية بالرغم من زرع تلك الروابط الحمراء وسطه …ويكفي لهذه الفضيحة أن يفتح بسببها تحقيق قضائي. ..ومن ألطاف الله سبحانه أن اندلاع الحريق دائما في هذا السوق يصادف منتصف الليل …وتصورا معي حجم الكارثة لو كان الحدث لاقدر الله وقت الذروة نهارا ورقم الضحايا على الأقل اختناقا من الأدخنة المرافقة وأغلبهم عادة من النساء والأطفال…والسوق بهذه الفوضى وكل شروط اندلاع الحريق متوفرة ويكفي لمن صادفت زيارته وقت الغداء انتشار قارورات الغاز الصغيرة أمام المتاجر لتهيئ الوجبات…كيف يكون الوضع ؟؟!سؤال للمسؤولين الذين تطل نوافذ مكاتبهم على هذا السوق ..
إن مدينة إنزكان ليس قدرها أن تكون خارج القانون …وليس قدرها أن تكون بقرة حلوب للبعض. .وتفقير للآخرين ..ف إنزكان أخرى ممكن ….المدينة التي تملك كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية لأكبر مركز تجاري وطنيا وقاريا لو تظافرت كل جهود المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة ابن المدينة الذي تسوق ذات مرات بسوق الثلاث .
كفى من نهب المدينة ونزفها ..
كفى من هذا الاحتراق….!!!!
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.