إمام جزائري يصرخ في وجه الجنيرال شنقريحة ومن معه..

يوسف الغريب

” ترفع العلم الفلسطيني  وتضرب اخوك المغربي.. أية معادلة هاته”.

هي خلاصة خطبة إمام جزائري من على المنبر مستنكراً  إعتداءات الجمهور على الأطفال المغاربة خلال نهايات كأس العرب لفئة اقل من 17 سنة.. باحثاً عن الجواب لمعادلة غير سليمة إلاّ في قلوب نظام العصابة بالجزائر.

هي الخطبة الوحيدة التي كسّرت هذا الصّمت المريب للانتليجنسيا والنخب الواعية بهذا المجتمع وهي ترى كيف استطاع الجنيرال شنقريحة ومن معه ان يلطّخ وجه الجزائر وتاريخها أمام العالم دون أن تندّد بذلك كاضعف الإيمان ليس دفاعا عن المغرب فهذا الوطن ولوكان حتّى جمرة نار في يدنا لن يسقط فكيف وكأنّه بهذا البهاء الجميل..

التنديد بما وقع لأطفالنا داخل ملعبكم هو في الأصل والمبتغى دفاعا عن صورة بلدكم التي اضحت رمزاً لنظام سياسي وحشي متوحش ينفك بضيوفه حتى وهم في رتبة أطفال ضاربا عرض الحائط روح الميثاق المنظم لهكذا تظاهرات إقليمية ودولية..

هي الجزائر اليوم الدولة الغير الآهلة بالثقة وسط الأمم والمجتمعات.. وأرض نافرة للملتقيات والتظاهرات..

لا صوت يسمع هناك غير دقّات الحذاء العسكري الجاثم فوق أفواه المثقفين هناك إن وجدوا.. وهم يتابعون كيف أن شعار الجزائر مكة الثوار قد سقط أمام شعار الجزائر قبلة الأشرار..

هو التفسير الوحيد لهذا الصمت المريب حدّ  التواطؤ… وهو ما يفسر أيضا اعتبار موقف هذا الواعظ الجزائري  استثنائيا بجرأته  ووضوحه عبر معادلة توصيفية لازدواجية الموقف السياسي لحكام بلاده.. كنظام منافق يرفع شعارات مناقضة لممارساته خاصة مع الأشقاء والجيران…

هو الصوت الوحيد والفريد المندد لوحشية  الإعتداء على أطفالنا المفروض شرعيّا وأخلاقيّا وقانونياً في بلد يستغل مدرجات الملاعب لتصريف هزائمه وانكساراته وتغدية الأحقاد لدى أفراد شعبه..

هي نفس المدرّجات حين تغيّر  القناة نحو المغرب والعالم يتابع أجواء الإحتفال بكأس السوبر الإفريقي تحت إشراف رئيس الكاف وطاقمه الإداري.. بتفاصيل صغيرة لكنّها معبرة واستثنائية منهاالاستقبال الجماهيري البديع لأطفالنا العائدين من ملعب الحجيم..

وأيضاً هذا التنافس على الكأس بين ناديين افريقيين من جنسية واحدة هي المغرب.. بقيادة حكام جزائريين بل هناك مدرب جزائري أيضا.. ما أروع اللوحة واللحمة.. عبّر عنها رئيس الكاف نفسه حين قال :

( المغرب كل يوم يبهرني بتنظيمه المبهـر والرائع وما رأيناه البارحة في مباراة السوبر الإفريقي ذكرني بتنظيم قـطر… المغـرب كدولة من حقنا نحن كأفارقة ان نفتخر بها.. هنـاك دول في أفريقـيا غير قادرة على تنظيم حتى بطولة ودية ولهذا على جميـع الدول الأفريقية ان تتعـلم من المغـرب)

وخاصة نظام الجنيرالات ومن الدرس البليغ من حيث حمولته الأخلاقية ونحن نستحضر كيف تعامل المغرب وبسمو أخلاقي راق مع المنتخب النسوي لجنوب إفريقيا الحاصل على الكأس بارضنا رغم الموقف العدائي لهذا البلد من قضيتنا الوطنية…

فنحن لا نخلط بين الميادين ولسنا ضعافا كي ننتقم من ممثلي هذه الدولة.. وقد يكون ذلك نشازا في تاريخنا الحضاري وطعن في نضجنا الأخلاقي..وخلل في مسارنا الدبلوماسي وزعزعة في قناعاتنا الوطنية اتجاه قضيتنا الوطنية..

هو الفرق بين المدرجات هنا وهناك..كهذا الفرق الدال في قوله تعالى:

(  ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)

وهي الآية التي نختم بها خطبة هذا الواعظ الجزائري من جهتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد