تدوينة قصيرة لفائدة نواب البرلمان قبل الدخول إلى جلسة المصادقة على مشروع قانون 20- 04 المتعلق بالبطاقة الوطنية الإلكترونية.. عبدالله بوشطارت
العربية أدخلها إلى المغرب جيوش غزاة عقبة بن نافع، والفرنسية أدخلتها جيوش غزاة فرنسا بقيادة ليوطي. فيما تيفناغ وجدوها في وطنها منذ آلاف السنين، محفوظة في الصدور منقوشة على الصخور ومبثوثة على القبور ومكتوبة على الألواح لكي تقرأها الأرواح..
كل من دخل إلى شمال إفريقيا سارع إلى محاربتها إما بسبب الأديان أو بسبب التحديث. لكنها صمدت ثم صمدت ثم صمدت…وحتى حين يكتب الأمازيغ بلغات أخرى فإنهم لم ينسوا كتابتهم وحروف لغتهم التي لا توجد مثلها في أية رقعة من بقاع العالم، وتيفناغ عنصر قوي وركيزة أساسية لوحدة أمم شمال إفريقيا من مصر إلى جزر الكناري ومن المتوسط إلى ساحل الصحراء الكبرى. تيفناغ ليست حروف لغة السماء وليست لغة الجنة، هي لغة الأرض هي علامة الوطن ووشم الهوية الذي لا ينمحي.
بطاقة تحديد هوية المواطن المغربي تكتب بحروف لغة قادمة من آسيا وحروف لغة قادمة من أوروبا، هذا هو الواقع والتاريخ، فأين هي لغة الوطن لغة إفريقيا؟ لا بأس أن تكون البطاقة تحمل تلك الحروف لأنها تمثل حروف الدين وحروف الحداثة ولكن ضروري أن تحمل أيضا حروف الأرض والوطن، لأنها بطاقة تحدد الهوية. هوية المغرب هي هوية شمال إفريقيا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.