ونحن نعيش هذه الحمى التسويقية للقاعة الجديدة بحي تلبرجت ( سينيما الصحراء سابقاً) ببرمجة انشطة وفعاليات متقاربة في التوقيت والإشعاع تقام على أنقاض موروث مكاني مكثف برمزيات ثقافية وجمالية آخرها اغتيال تلك السمكة التي كانت تتوسّط قاعتها وعلاقة ذالك بأغلبية ساكنة الحي ومحيطه… رواد ونشطاء ميناء أگادير ذات رواج اقتصادي وطني ودولي..
هو نفس الإغتيال والتجاهل الذي غيّب صاحب القاعة ومؤسسها في هذه الحملة التسويقية.. وكأننا بصدد كتابة تاريخ جديد لهذا المكان.. والمدينة عموماً..
وضدّاً في هذا التجاهل.. و تقديراً واحتراما لهذه الروح البعمرانية تحت اسم يحيى ايدر
كاسم مركب من لغتين لمعنى واحد هي الحياة…
ف(ايدر) أمازيغيا تعني يحيى …وتعني بالضبط ذاك الشخص اليافع و القادم من منطقة ايت بعمران إلى اكادير الاوربية خلال العشرينيات من القرن الماضي…بل تعني أيضا ذاك العصامي الذي جعل لاسمه معنى ومسمى منذ الخطوة الاولى في هذه المدينة الكوسمونية ذاك الوقت إلى الرؤيا التي جاءته أواسط العقد السادس من عمره حسب أحد مجايله وهي أن يحول منزله الكبير بالمزار إلى كلية للشريعة ليست أضغات أحلام… هي واقع حقيقي الآن..
الكلية حولت المنطقة ذات الطابع القروي الفقير لكل شروط الحياة إلى نقطة جذب استهلاكية بامتياز لتواجد شريحة الطلبة بالمئات ولكم أن تتصوروا حجم الانفاق اليومي والدائم ..
كل هذه الحياة بفضل هذا العصامي الذي لم يفتح عينيه على السبورة لكنه استطاع أن يفتح أعين الاخرين علي الحياة …
اسم على مسمى ..
وهو بهذا المعنى حين أراد أن يستثمر أيام فتوته سلك مجالا مرتطبا بالصوت والصورة والحركة والخيال وكلها عناصرحياتية بامتياز…
هي السينما وأطلال قاعاتها اليوم تشهد على امتدادتها الجهوية من تارودانت الى هوارة… انزكان.. تزنيت… واكادير….
قاعات بقدر ما احتضنت شغب أجيال وأجيال من شبيبة هذه الجهة بقدر ما لعبت تلك الأشرطة المعروضة دورا في الانفتاح على العالم كلغة وسلوك وتنمية لملكات التخيل والابداع
ومن أجل التأكيد أيضا على أن صاحب هذا المشروع كان بامكانه أن يستثمر أمواله في مجالات أكثر مردوية وفي وقت توفرت فيه كل فرص الربح السريع بل والفاحش
هو اختيار وشعار في حياة هذا الهرم
خصوصا اذا عرفنا أن ثمن التذكرة الى القاعة يختلف من مدينة الى أخرى بل وداخل المدينة الواحدة وكيف أسس سينما السلام باكاديرقرب الحي الصناعي لتكون تذكرتها هي الأرخص مقارنة مع سينما الصحراء أو ريالطو….
نعم ضدّاً في هذا التجاهل والإغتيال الرمزي
تبقى روح هذا الهرم السوسي والوطني حيّة في كل هذه المآثر والمعالم الثقافية شاهدة على بصمته بهذه المدينة..
شاهدة على الجحود والنكران والمدينة تزداد شوارع ومعالم دون أن يخلّد هذا الإسم.. هنا أو هناك.. على الأقل كي يكون عربون وفاء لهذا العصامي الكبير الذي عمل في صمت وانسحب في صمت
فكل ماهو حقيقي وصادق وعميق يكون دائما صامتا
شكراً لك أيها الاستاذ
لقد أسعدتنا يوما …
بل علمتنا ان اكادير…
أقل من القرية …أكبر من شارع مزدحم وأعمق من رجل عابر..وسنبقى نتذكر كل أمثالك الذين يؤمنون بان اعادة تأهيل هذه المدينة.. هو فقط إعادة بناء ذاكرتها نحو المستقبل..
عذراً.. لقد تجاهلناك..
فامنح لمشاعري صكّ غفران..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.