إلى رئيس دولة النادي الأهلي : انتهى زمن الكولسة والأظرفة…
السيد الرئيس؛
وانا أطلّ على خزانتكم أوقفني مسار تاريخ هذا النادي إذ حصل الأهلي على 20 بطولة قارية وضعته في المركز الثاني بين أندية العالم، بعد ريال مدريد وحصل على درع الدوري المصري 40 مرة، آخرها درع عام 2017، وحصل على كأس مصر 36 مرة آخرها عام 2018 … كما فاز بدوري أبطال إفريقيا 8 مرات آخرها في العاشر من نونبر 2013، والتي تأهل من خلالها إلى كأس العالم للأندية للمرة الخامسة في تاريخه، كما فاز بكأس السوبر المصري 9 مرات وكأس السوبر الإفريقي 6 مرات، بالإضافة إلى كأس الاتحاد الإفريقي مرة واحدة وكأس الكؤوس الإفريقية 4 مرات والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة، كما تم اختيار الأهلي من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كأفضل ناد إفريقي في القرن العشرين؛
بل صنفته مجلة فرانس فوتبول، النادى العربى والأفريقى الوحيد بين أكثر أندية العالم نجاحا على كوكب الأرض، وجاء فى المركز الحادى والعشرين فى قائمة الثلاثين العظماء؛
أدهشتني كثيراً هذه المفارق الغريبة بين النضج الرياضي من جهة والسفالة الأخلاقية من جهة ثانية..؛
فعوض ان يكون هذا التتويج فرصة الإرتقاء بالفريق وجمهوره إلى مصاف الاندية النموذجية على المستوى القاري.. الأندية التي تنظر إلى تاريخها بالكثير من التواضع والحكمة والرزانة..؛
تلك الأندية السبّاقة إلى احترام المؤسسات والقوانين.. إلى احترام الهيئات والأشخاص.. عوض أن يكون كبيرا بسجله الأخلاقي قبل الرياضي..؛
عوض كلّ ذلك..؛
جعلته الأحداث الأخيرة شبيه بذاك الدّب المغرور بنفسه.. وبالكثير من الأنانية وقذف الآخرين والمشي فى الممنوع وتحدى التقاليد والأعراف والقوانين؛
آخرها؛
( المطالبة بالتأكيد على حصول جماهير الأهلي على تأشيرات السفر وبعدد نصف سعة الاستاد الذي تقام عليه المباراة. والأخذ في الحسبان ضيق الوقت والرد على النادي بشأن كل طلباته السابقة خلال 72 ساعة على الأكثر) كما جاء في بيان النادي تحت رئاستكم..؛
السيد الرئيس..؛
أتساءل كيف وقعتك على هذا المطلب دون أن يخبروك بأن البلد المخاطب اسمه المغرب..؛
وبكامل الأنانية النظيفة اقول لكم بأن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس هو شعار للتعميم وإن كانت المناسبة خاصّة..؛
هو المغرب الذي يعرف كيف يشرق.. وقد أشرق بافريقيا بعد غياب طويل.. في الرياضة كما في كل المجالات..؛
أشعّة إشراقه بقدر ما أفقدتكم البصر والبصيرة بقدر ما أثمرت كل التقدير والإحترام لبلدنا داخل قلوب كل الإتحادات الإفريقية وأصبح المغرب وجهة كل الأندية والفرق والمنتخبات..؛
وأصبح اسم فوزي لقجع المغربي صديقا ومرشداً ومستشاراً قاريّا بفضل خبرته وكفاءته وكاريزما دولته اسمها المغرب..؛
هذا هو أصل هذا السعار والعويل والخوف من فقدان بوصلة التحكم في دهاليز الكاف..؛
الخوف من أسلوب جديد في التدبير الشفاف الذي يقوده فوزي لقجع البركاني الذي انفجر في وجه جمهور دولة الاهلي المصري ليضع حدّا للتسيب واختطاف الالقاب..؛
بذلك تحول فوزي لقجع إلى الحصان الأسود في مخيلتكم.. وفي أعيننا ذاك البطل المغربي الذين واجهوا التحالفات العربية والإفريقية التي كانت تسيطر على منظومة كرة القدم الإفريقية، واستطاع بفضل قوة الشخصية والكاريزما التي يتوفر عليهما أن يسحب البساط من دول كانت إلى الأمس القريب متحكمة في الشأن الكروي القاري، وتستغل تواجدها القوي لخدمة أجندة بلدانها في المجالين الرياضي والسياسي.،
بفضل علاقاته الإنسانية التي نسجها مع مكونات كرة القدم الدولية والقارية، ومساهمته في تطوير اللعبة بإفريقيا، ومشاركته في العديد من القرارات الحاسمة التي كان لها تأثير في تغيير العديد من الأمور داخل أروقة “الكاف”، الإدارية منها والتقنية، جعلته ينال ثقة جياني أنفانتينو واحترام العديد من رؤساء الاتحادات القارية، وأصبح المغرب وجهة خاصة لتنظيم أبرز المناظرات القارية والدولية، وخير دليل على ذلك إقامة المؤتمر الانتخابي لرئاسة الاتحاد الإفريقي بالمغرب شهر مارس المقبل.؛
ومن باب التذكير السيد الرئيس فوصولكم إلى النهائي عن طريق ضربة جزاء غير مستحقّة اختارت صحيفة ماركا الإسبانية السخرية من حكم اللقاء وقراره “عندما يحتاج الحكم إلى نظارات، فليس هناك شيء يمكن فعله..؛
وأعتقد أن كل مؤسسات دولة النادي الأهلى تحتاج منذ اليوم إلى تغيير النظارات حتى ترى الواقع جيّدا.. و تتحاشى الاصطدام بالحائط..؛
فلم تعد الكلمة العليا للأكثر ضجيجا وكولسة وقربا من مقر “الكاف”،
فالكلمة الآن لأظرفة صناديق الإقتراع كقطيعة مع بقية الأظرفة الأخرى؛
تلك أصل الحكاية.
التعليقات مغلقة.