إلى حفيظ الدرّاجي: “إعترافاتك بالفشل فضيحة”..

يوسف غريب

قياساً بالقول المأثور ” الإعتراف بالفشل فضيلة”  طبعا عند  صاحب  ذمة وضمير،  ومبادئ وقناعة بأن الفشل مدخل للتطور والنجاح.. لأن عكس ذلك قد تتحوّل تلك الإعترافات إلى فضيحة وانهزام مدوٍّ أمام الخصم أوالعدوّ كحالة المعلق الرياضي الجزائري حفيظ الدرّاجي الذي نشر تقريراً بإحدى الجرائد ليلة أمس تحت عنوان :

” لماذا أطالب السلطات العمومية في الجزائر بفتح تحقيقات عاجلة في تسيير شؤون الكرة عندنا ؟؟”

وهو يستعرض جملة اجوبته عن هذا السؤال التي كانت بطعم الفشل والإخفاق بين عدم كفاءة الاتحاد الجزائري ( الفاف)  وازمة التمويل وثقل المديونية لفرق الصفوة وغيرها من الإخفاقات التي تكفى ان ترفع إلى منظمة الكاف كي تقصى الجزائر من تنظيم دورة ( كان25) بصيغة وشهد شاهد من أهلها

هذا الشاهد نفسه الذي  ملأ الدنيا ضجيجاً البارحة قبل اليوم بأن المغرب يحاول أن يسرق من الجزائر هذه الدورة عبر أساليب الكولسة وشراء الذمم كالعادة..

بل هذا الشاهد نفسه بلغت به الوقاحة في إحدى تدويناته مخاطباً أعضاء  اللجنة التتفيذية بالتمرد على التصويت لصالح المغرب بلد التطبيع من أجل  بلد مكّة الثوار..

هذا الشاهد نفسه المسمّى حفيظ الدراجي ورغماً عن أنفه يقرّ من حيث لا يدري بفشل دولته في ما نجح فيه المغرب طبعاً بذكره للأكاديميات الرياضية.. و احترافية مؤسسة الجامعة وقوة البطولة الوطنية الاحترافية وغيرها..

وقبل ان اعتبر هذه الإعترافات بالفشل  فضيحة كنت أميل إلى أن هذا التقرير موجّه بالأساس إلى رئيسه ع المجيد تبّون الذي تبرّع بمليار دولار لشراء تأخير طرد جمهوريته الصغرى من الاتحاد الإفريقي.. وان هذا الدراجي أراد من خلال استعراض هذه الإخفاقات أن يثير انتباهه إلى الفقر والحاجة إلى كل هذه المليارات من أجل النهوض بالرياضة وكرة القدم خاصّة..

كان هذا اعتقادي إلى حين وصلت هذه الفقرة التي يطالب فيه سيادة رئيسه فتح تحقيق فيها وكما جاءت في تقريره :

( من الناحية الأدبية والأخلاقية، أطالب السلطات العمومية بفتح تحقيق  في قرار رئيس الاتحاد الجزائري السابق الذي أساء إلى الجزائر  جرّاء  اعتماد قرار الجمعية العامة للكاف في مارس 2021 بالرباط، والقاضي بمنع عضوية الكاف على كل بلد ليس عضواً بالأمم المتحدة، وكان يقصد به الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يتعارض مع توجهات الجزائر)

هذه الفقرة بالضبط لم تجعل من اعترافات هذا العرايجي  فضيحة فحسب بل تبيّن بشكل سافر حدّة الوجع والألم الممزوج بالحقد والحسد اتجاه إنجازاتنا الرياضية وفي مجالات أخرى..

بل وأصابتني هذه الفقرة بهستيريا الضحك وأنا اعيد طلبه بفتح تحقيق عاجل حول نازلة الرباط  ناسياً بأن قرار الاتحاد الإفريقي اول امس باديس ابابا اعتبر النزاع المفتعل بالصحراء المغربية موضوع حصري بالأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وهو جواب مباشر لخطاب تبون نفسه فكيف لأحد أبواقه..

ناسياً أيضاً أنّنا في المغرب نعيش مرحلة ما بعد الگرگرات وبلاءاته الثلاثة :

لا تفاوض حول مغربية الصحراء .. ولا بديل عن المقترح المغربي ولا شراكة مع من ينازعنا هذين القرارين..

هو زمننا السياسي في هذه المرحلة وبهذا الوضوح المباشر لذوي القرار الدولي طبعاً ومنها فرنسا الراعية الأولى لحكام بلدك ولجنيرالته

وبالمناسبة.. ولسوء حظّك فقد وضعت الجامعة الملكية لكرة القدم صبيحة اليوم الحجر الأساسي لبناء ملعب بمواصفات الفيفا بمدينة الگرگرات يسع لأكثر من 35 ألف متفرج..

أيها الدراجي.. هل تسمعني..

نعم الملعب بالگرگرات أقصى الحدود جنوباً بعد بناء المسجد الكبير والمهيّأ لإقامة صلاة التروايح بعد شهر من الآن..

وبين الإنجازين وخلال سنتين وأكثر ارتفعت قيمة العقار هناك بعد أن كانت مرتعا لمافيا التهريب نحو التمدن والإعمار..

كل هذا وذاك نما وينموا في صمت وهدوء وتواضع دولة وأمة ومجتمع.. وبفكر استراتيجي شبيه لاعب الشطرنج الذي يفكّر بهدوء ويضرب بقوّة..

للأسف أيها الدراجي..

هذه اللعبة بالضبط لا تحتاج إلى معلق رياضي

عفواً إلى صراخ وضجيج..

وقبل ان استودعك أدعوك إلى نشر نتائج التحقيق حول نازلة الرباط التى غلّقت الأبواب على جمهورية رئيسك حتّى لا يكون الأمر هراء او غثاء.

يوسف غريب كاتب صحافيّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد