إلى حزب البراهنة.. الخيانة ليست وجهة نظر

أزول بريس – يوسف الغريب //

جاءتني صورة القائد الوطني الكبير الفقيذ عبد الرحيم بوعبيد وأنا اتابع قراءة البلاغ الصادر عن حركة النهج الديمقراطي المغربي الذي يطالب فيه بما سمّاه حق تقرير المصير للشعب الصحراوي..
تذكرت أول لقاء بقائدنا آواسط ثمانينيات القرن الماضي كوفد لممثلي الشبيبية الاتحادية المشاركة في احتفالات الفاتح من ديسمبر بليبيا.. قائلا وبكامل الوضوح مايلي :
“أنتم ذاهبون إلى ليبيا.. وقد ترفعون شعارات مناهضة للمخزن والنظام المغربي.. وقد تتعرضون للاعتقال بعد عودتكم.. وسنعمل جاهدين على إطلاق سراحكم بكل الوسائل والامكانات… لكن لكن أن تقفوا مكتوفي الأيدي امام وفد الانفصاليين الصحراويين دون أدنى مقاومة فبعد العودة مباشرة سأكون أول من يأمر باعتقالكم..
الوطن.. وطننا جميعا.. وهو خط أحمر”
هذا التوجيه كان كافيا أن نفرق في صراعاتنا السياسية والفكرية بين وطن نختلف فيه.. ولا نختلف حوله..
هو التوجيه الذي يجعلنا نؤجل كل تناقضاتنا الرئيسية من أجل الوطن..
هي حصانة أخلاقية وفكرية لأي فاعل سياسي كيفما كانت طروحاته المذهبية.. وأيّ انحراف عن هذا المسار لا يمكن إلاّ اصطفافه في خانة الخيانة لميثاقنا الوطني وطعن في ثوابتنا وهويتنا المغربية..
وهو ما يمكن أن نصف به بلاغ حركة النهج الديمقراطي الذي يعتبر بهذا الموقف العدائي خارج القانون والدستور المغربي الذي يعتبر القضية الوطنية من ثوابث الأمة المغربية. .فالخيانة هي خيانة وليست رأي أوموقف..
والوطن هو عنواننا جميعا.. وليس ملكية خاصة قابل للاستغلال من أجل تصفية حسابات ضيقة..
لذلك لا نجد أي إحراج في القول بأننا على يسار كل القوى المناهضة للتطور الديمقراطي والحقوقي ببلدنا..
لكن أيضا وبنفس الجرأة والمسؤولية كنّا وسنبقى دائماً على يمين الوطن..
هو الفرق بين الجرأة في الموقف وبين التهور والصبيانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد