إلى بني سعود القريشي .. الدرس الأول : ملحمة موسكو

يوسف غريب

بدءا أقدم اعتذاري للقراء   … فقد اكتشفت أن كلمة ( ( آل ) التي كانت تنسب إلى حفدة بني جهل القريشي كانت سرقة موصوفة لوضعية اعتبارية ذات الحمولة الرمزية لكل ماهو أصيل وشريف ومتحضر ؛ والحال أن المنسوب إليه مجرد وعلى الإطلاق من كل هذه الصفات ذات العمق التاريخي والإعتباري ؛ فهم في أكثر تقدير سلالة هجينة الأصل تشكلوا في الربع الخالي من الدنيا هناك وررثوا جينات السرقة والخيانة من جهة  كما أنهم ورثوا حصانة مضادة لكل ما هو حضاري وجمالي وهذه هي عقدتهم مع كل ما هو أصيل وشريف  ومتمدن. ..ألم يشاركوا في تدمير العراق …سوريا …ألم يصدروا الدواعش إلى العالم …وغير ذلك من مواقف وأساليب الإستقواء والتهديد والابتزاز أخرها موقفهم من ملف تنافس بلدي على تنظيم كأس العالم 2026 …خوفا من أمريكا وبالطبع ذوو الأصول لا يخافون …

هوهذا الحقد الدفين  أيضا اتجاه المغرب بكل عمقه الحضاري .. وبوضعية اقتصادية تحتاج إلى دفعة قوية للإقلاع كي يسترجع ريادته العالمية …وبالفعل  لأنهم وبرساميلهم المكدسة والمكنزة لن يصلوا أبدا في رسم تلك اللوحة التشكلية التي رسمها الشعب المغربي بملعب موسكو وحولوها إلى حمراء طبعا بنجم خضراء …ولن يستوعبوا بالمرة هذا الترديد  الجماعي للنشيد الوطني من أكثر من 45 الف مغربي هناك بملعب موسكو. ..وفي كل مقاهي الوطن هنا …بل تحولت تلك المقابلة إلى غصة في حلقهم بروحها القتالية ..حد التضحية والمغامرة بحياتهم مثل الاعب / البطل  لمرابط الذي ذكرهم بامبراطورية المرابطين ..كجزء من تاريخ شعب  متجدر  في التاريخ والقادرعلى خلق التميز وسط شعوب هذه التظاهرة العالمية بأسلوبه الحضاري وهو ما يفسر هذا التعاطف العالمي مع منتخبنا الوطني وجعل كل قنوات العالم المتخصصة في الرياضة تكشف المؤامرة التي تعرض لها من طرف حكم المقابلة ومن غير الصدفة أن يكون أمريكيا وسرقوا النتيجة كما سرقوا منا تنظيم كأس العالم عبرسلالة جبلت على الخيانة والقتل …

إن ملحمة موسكو أثبتت للعالم عمق الإحساس الصادق الجماعي للمغاربة اتجاه الوطن وخلقوا  سابقة في عالم الرياضة إذ ولأول مرة يصفق الجمهور لفريق ( منهزم ) احتراما لمستوى لعبه وروح قتالية لاعبيه ..ناهيك عن الاحترام الذي قوبل به من طرف المتخصصين العالميين. …وهو ما خلق ارتباكا لدى أجهزة الفيفا نفسها وعمق عقدة بني سعود القريشي  الذي تحولت مشاركته في مبارة الافتتاح إلى أضحوكة ومجال للسخرية والتنكيت أبلغها أن الأجلاف طلبوا من المارينز حراسة مرمى فريقهم كامند طبيعي لدورهم في حماية عروشهم  …ولم يستوعبوا ..ولن يستوعبوا أن في الحياة أشياء لا تشترى …هي العزة والوفاء والحس الوطني وبهذا المعنى أجدني متفق مع ذاك البئيس الذي أطل علينا عبر فيديوا  ( عزيزي البربري ) بأننا لسنا خليجين. ..نعم نحن من شمال أفريقيا ومن حضارة قبل الميلاد. ..هل تعرف الفينيقيين أيها الأمي ؟!!لا أعتقد ولست مسؤولا على أميتك. ..ولن أغامر بحياتي لتعلمك ..لأنك غير قابل للتعلم والتطور انت وسلالتك وصادق قوله تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولا )

نعم لسنا خليجيين. ..لأننا لا نهرب من أوطاننا عندما تهاجم كما حال السلالة الحاكمة بالكويت بما يسمى بالفرار الجماعي لأصحاب السمو والمعالي أثناء سماعهم لخطوات الرئيس صدام ذات زمان…وكيف سجلوا رقما قياسيا في درجة التبول عبر الصحراء ..

لسنا خليجيين في الشكل والمضمون والوسام والجمال …كما في اللغة والإبداع والفن …متميزون عنكم أيضا في الشعائر الدينية والاجتهادات والقراءات القرأنية وسلوك التدين والإفتاء …مختلفون معكم في وسامة فقهائنا مقارنة مع تلك الوجوه التسويقية لأغلب فقهائكم ..ألم يقولوا تفاءلوا بالوجه الحسن ..

لسنا خليجيين …لأننا لسنا خونة بل أوفياء لقيمنا الحضارية ذات العمق الإنساني المشترك …

هذا الفرق….كالفرق بين مقابلة الافتتاح التى تحول فيها فريقكم إلى نكة وبجميع اللغات وبين مقابلة فريق  بلدي بنفس الملعب إلى فريق قوي وممتع ومحترم …طبعا وبجميع اللغات …

هو الفرق بين سلالة لطخت وجه التاريخ وبين شعب أبي وأصيل ومحترم  ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد