“عندي ارتباط كبير بمدينة أكادير، المدينة التي عاشت فيها عائلتي وبالضبط في زنقة هلالة في تالبرجت قبل زلزال أكادير، ومنها بدأ الوالد أحمد أولحاج الله يرحمه مشواره المهني “.
السيد الرئيس :
بعد التحيّة
التصريح أعلاه وإن جاء في سياق إعلان ترشحكم لعمودية مدينة أكادير آنذاك… قدراقني حد الإعجاب رغم إنّي لا اتقاسم معكم نفس القناعات الحزبية بقدر ما نتقاسم هوية هذا الإنتماء الجغرافي وتاريخه.
هذا التصريح القوي بشحنته الإنفعالية شجّعني أكثر كي ابعث إليكم هذه الرسالة المفتوحة ذات الصلة بما يقع اليوم لساحة تلبرجت من تغيير لمعالمها وتدمير لذاكرة مجالية تمثل عمق وروح مدينة أكادير قبل الزلزال وبعده.. درجة أن لا أكادير بدون تلبرجت ومساحتها كما قيل.
وإن ساحة تلبرجت لا يمكن استنباتها بفضاء آخر.
هي ذاكرة مشتركة من جيل لجيل.
هي الساحة التي أسسها الأوائل من أجداد وآباء هذه المدينة تحت إسم ساحة الباشا تامري..
هي نفسها بعد إعادة بناء المدينة بعد الزلزال..
ساحة للقاءات الفردية والجماعة… للمرح والنزهة والاسترخاء.. للفرجة وفنون الحلقة..
هكذا كانت قبل الزلزال.. واستمرت الذاكرة وإغناها بعد ذلك لتكون منصة مفتوحة للمناظرات السياسية والمدنية.. مكان للإحتفالات الوطنية.. فضاء لنقاشات وحلقات فكرية للطلبة والأساتذة..
موعد لعشاق فن الروايس او الگيتارة.. وملتقى لرواد فن السينما والمسرح..
كانت الساحة نقطة الإرتباط الوحيد بين ذاكرتي المدينة الموزعة بين ماقبل / بعد الزلزال..
السيد الرئيس
وسط الساحة اليوم جرافات تقتلع جذور هذه الهوية بدءاً بإقلاع أشجار الزيتون وتأخذها إلى عنوان مجهول لحد الساعة بدليل ان لا أحد يعرف لحد الساعة ماذا يقع في غياب تام لورقة تقنية إشهارية على باب الورشة.. نفس الغياب للمسؤول عن الشركة والمؤسسات الوصية على مشروع التأهيل..
غير أن ماهو معروف ان التصميم المتداول تعامل مع ساحة تلبرجت بمنطق فضاء الإقامات السكنية وابتدع في استنبات حدائق معلّقة إسمنية في أسسها بقدر ما تحاصر بعض البنايات ومرافق خدماتية بقدر ما تعيق جمالية هذا الركح المفتوح الذي تتميّز به الساحة وتغتال بذلك سر وجودها واستمرارية تواجدها
السيد الرئيس :
بكل صدق..
واعتماداً على موقفكم الرافض للوگو المدينة كما يشاع باوساط المدينة فإني واثق انكم ستعملون من موقع رئاستكم لمجلسها على إيقاف هذه الإنحرافات التي تتعرض لها أقدم ساحة بالمدينة صيانة لذاكرتها واحتراما للإرث الموروث عن مؤسسي هذه المدينة ورجالاتها..
ورفع الظلم والحگرة على أصحاب كل المرافق الخدماتية بعمق هذه الساحة وهوامشها..
السيد الرئيس
كل المسؤولون عابرون بهذه المدينة إلاّ انتم..
فأنت من مواليد زنقة هيلالة.. ووالدكم ( جدد الله الرحمة والمغفرة عليه) بدأ مشواره المهني هناك بساحة تامري القديمة.. إلى جانب وضعكم الإعتباري داخل الوطن
كل هذا يجعلنا نؤمن لحدود اللحظة على أن ساحة التامري بتلبرجت لن تتعرّض للإغتيال في عهدكم..
وللأيام اجوبتها.
مع التحية والتقدير
يوسف غريب كاتب إعلاميّ
التعليقات مغلقة.