إلى السيد القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب لا تتدخّل في شؤوننا الداخلية
أزول بريس - يوسف الغريب
السّيّد غوفرين
جاء في تغريدتك على تويتر قبل سحبها ما يلي:
“أثارني تصريح رئيس الوزراء المغربي العثماني الذي أيد وهنأ تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي” التي وصفها بـ”الإرهابية المدعومة من إيران”.
أودّ كمواطن مغربيّ أن أنبّهكم إلى ما أثارني في تغريدتكم هو هذا الخلط – المتعمّد طبعاً – بين الصفة التي هنّأ بها السيّد سعد الدين العثماني باعتباره أمين عام لحزب العدالة والتنمية المغربي.. وبين إقحام الصفة الاعتبارية له كرئيس للحكومة.. ولا أشكّ في أنّك تجهل الفرق الشائع بين هذا وذاك.. مما يقوّي لدينا الانطباع على أنّ مقصديتك في التعليق تحتمل الكثير من الظنون والشكوك.. دفعنتي إلى القول بأنّ وضعيتك بالمغرب كرئيس مكلّف بتدبير مكتب الاتصال الاسرائيلي ذات الصلة باليهود المغاربة المقيمين بإسرائيل والراغبين بزيارة بلدهم الثاني.. وهو بهذا الشكل لا يتعدّى أن تكون مسؤول فقط على مكتب تقديم الخدمات ذات الصلة.. فكيف لك أن تتجاوز هذا الخط للتدخل في شؤوننا الداخلية وتقترح علينا بوصلة توجيهية..
لذلك أعتبر أن تدخلك خطأ دبلوماسي كبير تجاوزت فيه كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية وخاصة لم تشر إلى حزب العدالة والتنمية بل تحدثت عن رئيس الحكومة بما يحمل ذلك من خلط للأوراق وبشكل مقصود بخلق شرخ غير موجود أصلاً بين مؤسسات الدولة من جهة والمقاربات السياسية المتعددة والمتنوعة اتجاه الصراع العربي الإسرائيلي..
فالبرغم من الإختلاف الجوهري مع مقاربة السيد العثماني في قراءته لذات الصراع.. فإنّ المشترك بيننا هو الوطن وانتصاراه لقضاياه ومصالحه الاستراتيجية أوّلاً..
هو المشترك الذي جعلنا نلتقى في الساحة جنبا إلى جنب من أجل الدفاع عن الوطن..
هو الذي جعلني اليوم أدافع عنه ضد هذا الهجوم الغير اللبق الذي لا يتغيّأ إلا ّ ضرب هذه اللحمة الوطنية العالية..
أدافع عنه كرجل دولة وفي لحظة استراتيجية حاسمة انتصر للوطن قبل قناعاته الحزبية أثناء التوقيع على الاتفاق الثلاثي الواضح المعالم في علاقتنا كدولة ومجتمع مع القضية الفلسطينية وبمختلف تعابيرها وحساسيتها..
ذاك الاتفاق لا يخوّل لك بالمرة التعليق على مواقف أحزابنا من القضية لأننا في بلد بهامش ديمقراطي تختلف داخل الوطن ولا تختلف حول الوطن..
أحزاب تختلف في أسلوب تضامنها مع القضايا العادلة الأممية وخاصة القضية الفلسطينية ولا تختلف في المبدأ الدفاعي عن القضية..
موقف المغرب الدولة مع الحق الشرعي للشعب الفلسطيني وفق المواثيق والشرعية الدولية.
موقف المغرب الشعب.. معبّر عنه عبر مؤسساته الحزبية والإطارات المدنية ومن بينها حزب العدالة والتنمية التي تكلّم باسمه السيد الأمين العام للحزب الدكتور سعد الدين العثماني كجزء من هذه التعددية المتصارعة والمتدافعة داخل المجتمع المغربي..
لكن المتّحدة والمجتمعة كجسم واحد ضد التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية..
وهي ما نعبّر عنه ( بتمغريبيت).
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.