شهد المركز الثقافي والاجتماعي بجماعة تالمست بإقليم الصويرة مساء يوم السبت 04 يونيو 2022 احتفالية ثقافية وفنية من تنظيم النادي الإبداعي بثانوية تالمست والنادي الثقافي بثانوية حد الدرى بشراكة مع جمعية تحدي الألفية وجمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ الثانويتين بالإضافة إلى جمعية الوادي الأخضر ومجلس جماعة تالمست.
وبعد ترتيل آيات من الذكر الحكيم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني. وتميزت الأمسية الثقافية والفنية بحضور مكثف رهيب ملأ جنبات القاعة الرئيسية للمركز الثقافي والاجتماعي عن آخرها.
وتوشحت أمسية الاعتراف بالجميل بالتلميذات والتلاميذ المبدعين بأروع إبداعاتهم في كتاب ” أخيراً فُتِح الباب”؛ وشهد العرس الثقافي حضور ثلة من الشخصيات الثقافية والفكرية الوازنة بإقليم الصويرة إلى جانب ثلة من رؤساء المصالح بالمديرية الإقليمية للتعليم ورئيس جماعة تالمست بمعية ممثلي السلطات المحلية والإقليمية.
وفي مستهل كلمته نوه ممثل مديرية التعليم ورئيس مصلحة الشؤون التربوية بالصويرة بالمبادرة الثقافية الجادة التي شاركت في تنظيمها النوادي الأدبية والثقافية بكل من الثانويتين تحث إشراف الأطر التربوية والأكاديمية بشراكة مع المتدخلين الذين سبق الإشارة إليهم في التقديم المتميز للأستاذة مقدمة الأمسية الثقافية.
وأكد دعم المديرية الإقليمية للتعليم بالصويرة لكل الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية التي ترتقي بالثقافة بالمدرسة العمومية بصفة عامة.
وبالمناسبة أشاد بالإطار التربوي المقتدر محمد كروم الذي كان له الفضل الكبير في إخراج وإصدار كتاب ” أخيراً فُتِح الباب ” بتنسيق مع الأساتذة بكل من الثانويتين بالإضافة إلى مشاركة ثلة من الأدباء والنقاد من أبناء المنطقة في هذا المشروع الثقافي والأدبي المتميز.
وعلى حد قوله فقد ساهم هذا الإنجاز الأدبي الاستثنائي في خلق روح ثقافة الكتابة والإبداع لدى التلميذات والتلاميذ والدليل على ذلك الحضور المكثف لمختلف الشخصيات الثقافية وممثلي المجتمع المدني لهذا العرس الثقافي البهيج.
وبكلمة جد مؤثرة عبر الأستاذ عبد الحميد زهدي مدير ثانوية حد الدرى عن عظيم الامتنان والتقدير للمدير الإقليمي للتعليم ولكل الأطر التربوية ولرؤساء المصالح بالمديرية الإقليمية على دعم كل الأنشطة الثقافية الهادفة بالمؤسسة، كما أشاد بالتعاون والتنسيق الإيجابين مع رئيسي جمعيتي أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بكل من الثانويتين. وخص بالشكر أيضاً رئيس جماعة تالمست على مسامتهه وانخراطه في هذا المشروع الثقافي المهم كما توجه بالشكر لكل الفعاليات التي ساهمت في إخراج هذا الانجاز الأدبي الاستثنائي في زمن استثنائي بكل المقاييس.
وفي نفس الإطار نوه هو أيضاً بالمجهودات الجبارة التي بدلها الإطار التربوي المقتدر الأستاذ محمد كروم الذي أشرف على إعداد وطباعة هذا المنتوج الأدبي القيم بمعية فريق العمل المتكون من الأساتذة بثانوية حد الدرى مع التنويه بالحس التشاركي مع أساتذة ثانوية تالمست في إخراج وإصدار كتاب ” أخيراً فُتِح الباب “.
وبروح الإبداع أكد الإطار التربوي محمد كروم أن هذه الملحمة الأدبية التي شهدتها جماعة تالمست هي ثمرة عمل جماعي مشترك تمخض عن تنظيم مجموعة من الورشات في الكتابة والإبداع تحت تأطير فريق من الأساتذة بكلا الثانويتين بمساهمة مجموعة من الأدباء والنقاد من أبناء المنطقة.
ونوه أيضاً بمشاركة الأديب عبد اللطيف السبقي الذي يعتبر من أهرام الأطر التربوية بالمنطقة إلى جانب الأديب والناقد الدكتور عبد الرزاق المصباحي الذي ساهم في تقديم الانجاز التلاميذي البديع.
وقد جاء في تقديمه للكتاب ” أخيراً فُتِح الباب”:
” ليست القصة القصيرة مجرد بنية فنية خطابية تقتنص حديثاً حياتياً، وتدغمه في حبكة برهان ما، وإنما كوناً للتأمل في حيواتنا ووجودنا، واستبطان مشاعرنا بغية التطور من السالب منها. وهذا ما تعلمنا إياه إضمامة ” أخيراً فُتِح الباب”. وهي مجموعة قصصية كتبها تلاميذ المدارس الثانوية، بإشراف من القاص والمبدع والمؤطر التربوي محمد كروم.”
وعن الهدف من هذا الإنجاز الأدبي المتميز، أضاف:
” إن تدريب متعلمين ينتمون إلى الهامش الثقافي على كتابة القصة، ترجمة للعدالة المجالية الإبداعية، وتعويض رمزي عن غياب مؤسسات ثقافية في محيطه، وأجرأة للأنشطة المندمجة التي تجمع بين بناء مهارات الكتابة الإبداعية، والمتعة التي تضمن تحصيلا خفيا وممتدا.”
هذا وقد شد انتباه الحضور المكثف جمالية قراءة بعض النصوص الأدبية لمجموعة من التلميذات والتلاميذ مبدعي كتاب ” أخيراً فُتِح الباب”.
وقد وقف الجميع تحية وتقدير من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على مواصلة هذه الطفرة الثقافية بالمنطقة.
وتوشحت كذلك الأمسية الثقافية بوصلات موسيقية من الزمن الجميل لرواد الموسيقى والطرب الأصيل أشر عليها بكل اقتدار العازف الأستاذ عبد المنعم بعنو.
واستمتع كذلك الحضور بمجموعة من القراءات البديعة لكل من القاص حسن الرموتي، والقاصة زبيدة أوبحو والشاعرة عائشة الأشهب. وذلك في إطار مد جسور الإبداع بين الرواد في الأدب والشعر، والمبدعين اليافعين من أجل الانفتاح على التجارب الناجحة للرواد وكذلك من أجل تحفيزهم وفتح آفاق الإبداع أمامهم.
وفي خضم العرس الثقافي تم توقيع اتفاقية شراكة بين ثانوية تالمست وجمعية الوادي الأخضر. وتروم هذه الاتفاقية حسب رئيس جمعية الوادي الأخضر إلى وضع فضاء المركز الثقافي والاجتماعي رهن إشارة الثانوية من أجل دعم الشأن الثقافي وتشجيع التلاميذ على الثقافة والإبداع في شتى المجالات الفنية والإبداعية. وفي هذا الصدد نوه الأستاذ عبد المجيد البهجة مدير ثانوية تالمست بمبادرة رئيس جمعية الوادي الأخضر على الانخراط في تدعيم الشأن التربوي والثقافي بجماعة تالمست، وأشار أن توقيع هذه الشراكة من شأنها تسهيل الولوج إلى المركز الثقافي والاجتماعي، وكذلك جعل فضاء المركز قاطرة للتنمية الثقافية والفنية؛ ومن شأن هذه الاتفاقية كذلك فسح المجال للطاقات اليافعة للإبداع بكل أريحية.
وفي ختام الحفل الختامي للأمسية الثقافية استمتع التلاميذ المبدعين بتوقيع مجموعة من النسخ لإبداعهم الجماعي البديع ” أخيراً فُتِح الباب”.
وقد ارتأت اللجنة التنظيمية توزيع النسخ على الحضور وعلى إدارة الثانويتين بالمجان في بادرة نوعية من أجل تشجيع ثقافة القراءة والكتابة.
وفي نهاية الأمسية الثقافية والفنية تم تنظيم حفل شاي على شرف التلاميذ المبدعين والحاضرين. وعن هذا الإنجاز الأدبي الاستثنائي بجماعة تالمست جاء في تقديم الإطار التربوي والقاص والروائي الأستاذ محمد كروم:
” أخيراً فُتِح الباب” مجموعة قصصية تفتح باب الأمل أمام مجموعة من التلميذات المبدعات، التلاميذ المبدعين المنتمين إلى ثانويتي حد الدرى وتالمست، التابعتين لمديرية الصويرة. وهي ثمرة عمل مشترك، ومجهود كبير تحمل أعباءه مشكورات الأستاذات مؤطرات الأندية التربوية بدعم من إدارتي المؤسستين. وهي كذلك تمرة مجموعة من الورشات تم تنظيمها في المؤسستين في فترات مختلفة من هذا الموسم الدراسي.”
وعن خاصية هذا الإبداع التلاميذي المشترك، أضاف ما يلي: ” تتميز هذه الأضمومة القصصية بسمات عديدة أهمها:
– تنوع طرق التعبير عن تيمتي النافذة والباب مقترحين موضوعا للورشات حيث أبان هؤلاء المبدعون عن إمكانيات هامة في تنويع طرق التناول، ووسائل التعبير وتقنياته.
– المزاوجة بين الواقعي والخيالي، وأحياناً العجائبي في بناء العوالم القصصية لتلك النصوص المنتمية شرعاً إلى فضاء الشياظمة الذي أنجب هؤلاء المبدعين واحتضن أحلامهم.
– هيمنة صوت الإناث على صوت الذكور كماً وكيفاً، وهي ظاهرة تستدعي التأمل.
– تقاطع الذاتي والموضوعي في أغلب النصوص، ذلك أن معطيات الحياة الخاصة بهؤلاء الكُتاب يتردد صداها بين الأسطر بطرق مختلفة.
– اختلاف مستوى لغة التعبير حيث نجدها تارة خبرية تقريرية تهتم بالفكرة والموضوع، وتارة إنشائية تعكس انفعال كتابها وأحاسيسهم، وتارة ثالثة تصير انزياحية إيحائية، تحلق بالقارب في سماء الشعرية.
وعن هذا الإبداع الاستثنائي بالمنطقة كتب القاص المبدع حسن الرموتي: ” إن هذه النصوص تبشر بكتابة إبداعية رائقة وجميلة في المستقبل لهؤلاء إذا لقيت اهتماماً واحتفاءً، وأعتقد أن الأستاذ محمد كروم قد فتح الباب مشكوراً أمام هؤلاء المبدعين الشباب للدخول إلى عالم الكتابة القصصية؛ يخطون خطواتهم الأولى على درب الإبداع. ويسمون نحو شاطئ المتعة والجمال. أكيد وهم يحتضنون إبداعاتهم منشورة ورقياً لأول مرة، سيكون ذلك حافزاً ودفعة قوية للمزيد من الكتابة والقراءة لهذا الجنس الإبداعي: القصة القصيرة. فهنيئاً لنا بهذا العمل وهنيياً للأستاذ محمد كروم وللتلاميذ.
وكان مسك الختام حفل شاي تم تنظيمه على شرف الأطر التربوية والفعاليات الجمعوية والتلميذات والتلاميذ المشاركين في انجاز كتاب ” أخيراً فُتِح الباب “.
التعليقات مغلقة.