إحصاء الحليمي .. أرقام ودلالات
التجاني الهمزاوي //
مرة أخرى أجد نفسي مختلفا مع العديد من الأصدقاء في الحركة الأمازيغية بخصوص العملية الإحصائية ونتائجها. أولا يجب أن نتفق على أن المنهجية التي تم اعتمادها لا تسعفنا في الحصول على نتائج كفيلة بوضع خريطة لغوية واضحة وذات مصداقية، أضف الى ذلك عدم جدية المندوبية والباحثين في استقاء أجوبة بخصوص اللغات أثناء الإحصاء. ولكن تبقى النتائج التي أفرج عنها الحليمي مؤخرا ذات دلالات، نقدمها كالآتي:
– رغم أن التدريج /التعريب دام منذ 60 سنة بمؤسسات قوية ومتنوعة إلا أن الأمازيغية بقيت صامدة وحاضرة، مع العلم أن القناة الوحيدة لتناقلها هي الأسرة. ويبقى رقم 27 بالمائة من المغاربة لا يستعملون إلا الأمازيغية دليلا على الحاجة الاجتماعية القوية لهذه اللغة.
– رغم أن تيفناغ يتم تعليمها منذ عشر سنوات فقط وبطريقة مرتجلة ومحتشمة إلا أن عدد مستعمليها حسب نتائج الإحصاء 2.8 يتجاوز عدد مستعملي اللغة الإسبانية 1.5 التي تـُعلم منذ عقود في الثانويات والجامعات والمعاهد الخاصة.
– مقارنة نسبة استعمال الأمازيغية في إحصاء 2004 والإحصاء الحالي، تبرز أن وثيرة تراجع استعمال الأمازيغية يظل ضعيفا رغم كل الوسائل التي تستعملها الدولة في هذا الصدد.
– سيادة الفروع اللغوية للأمازيغية في جهات معينة )سوس ماسة وكلميم وادنون( نموذجا، يؤكد ضرورة أخذ المجال الترابي كمعيار عند تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
– لا توجد جهة من جهات المغرب تخلو من عدد مهم من مستعملي الأمازيغية، مما يؤكد عدم نجاعة السياسات المركزية للدولة التي تدعم سيادة الدارجة والعربية.
وأخيرا، يمكن القول: لو حرصت الحركة الأمازيغية على إتقان استمارة الإحصاء، وجودة الموارد البشرية المشتغلة في الإحصاء لكانت النتائج أكثر واقعية ولتمكننا من وضع خريطة لغوية ذات مصداقية تساعدنا على التخطيط السليم لمستقبل الأمازيغية ومستقبل المغرب. كما تؤكد هذه المناوشات الحاجة إلى حركة أمازيغية موحدة واعية ومبادِرة، لأن الرهانات كثيرة وأساليب الخصوم متشعبة ومعقدة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.