إحالة الأطباء الداخليين إلى البطالة بسبب مطالبهم المشروعة و انعدام الحوار ينذر بانفلات الأوضاع بالمستشفى الجامعي و كلية الطب لأكادير
أزول بريس- إن قضية الأطباء الداخليين أصبحت اليوم معروفة لدى القاصي و الداني، فهم أطباء اختاروا خدمة جهة سوس ماسة و الرقي بالعرض الصحي بها، وهو ما تأتى و لله الحمد و بشهادة الجميع، فقد شهد مستشفى الحسن الثاني تطورا ملحوظا في جودة الخدمات بجل المصالح و بمصلحة المستعجلات على الخصوص، و قدموا كل ما في جعبتهم حين طلب منهم المساعدة خلال فترة الجائحة لكوفيد 19. بالإضافة إلى علمهم الاعتيادي بمصلحة المستعجلات و باقي المصالح في نفس الوقت.
بالمقابل، و خلال هاته السنتين لم نمل من تذكير المسؤولين بالظروف الكارثية التي يمر منها عملنا بالمصالح، بدءا بغياب الأمن داخل المستعجلات و غياب أبسط وسائل الاشتغال و الحماية كالقفازات الطبية و غيرها، ثم ظروف التكوين الكارثية لأطباء المفروض انهم سيحملون المشعل بجهة سوس ماسة و هم من سيشغلون المستشفى الجامعي سيكونون اختصاصيو المستقبل، فمستشفى الحسن الثاني غير مؤهل بالمرة و غير كافي بتاتا لتكوين اطباء اختصاصيين،سواء من ناحية المعدات الغير المتوفرة، أو سعة المصالح الغير كافية، أو العراقيل الادارية المتعددة. فهو ليس بمستشفى جامعي، بل و حتى تأهيله و تجهيزه ليقوم بدور المستشفى الجامعي لم يتم رغم مرور خمس سنوات كاملة على افتتاح كلية الطب بأكادير، أما المستشفى الجامعي، المفروض انتهاء أشغاله بسنوات خلت لا زال بعيدا. و لولا المجهودات الجبارة لهيئة التدريس لكان الحال أسوء مما هو عليه اليوم. اليوم نسائل الجميع عن جودة التكوين التي أريدت للأطباء الاختصاصيين بأكادير، و ندق ناقوس الخطر و نوجه نداءنا لجميع الفاعلين على انه لو لم يتم تدارك الامر و على العجل، فإننا سنلحظ كارثة سيروح ضحيتها المواطن الذي سينال تطبيبا دون المستوى.
ثم إن الاطباء الداخليين لا زالوا يناضلون على حقوق بديهية كالحق القانوني في المأكل، و التغطية الصحية، إسوة بجميع الأطباء الداخليين بالمملكة، بل حتى تعويضاتنا عن الفترة التي لم نستفد منها من حقنا في المأكل و السكن و تعويضات حراسة مباريات كلية الطب لم نتوصل بها إلى حد كتابة هذه الأسطر.
في ظل كل هذه الأوضاع يتم التضييق على الطبيب الداخلي من طرف الإدارة حتى في اختياره للتخصص الذي يتناسب معه، وهو امر لا نجد له مثيلا في المدن الأخرى التي يختار فيها الاطباء الداخليين تخصصاتهم. و كأن الطبيب الداخلي بأكادير لم يعاني بما فيه الكفاية خلال هذه السنتين من حرمان ابسط حقوقه البديهية و القانونية حتى يتم التضييق عليه و جعله ضحية سوء تخطيط المسؤولين .
إن درجة السخط و الإحتقان لدى الأطباء الداخليين قد بلغت مستويات قياسية، و إننا نحمل المسؤولية الكاملة لما آلت إليه أوضاع الطبيب الداخلي لإدارتي المستشفى الجامعي و كلية الطب و الصيدلة بأكادير، خصوصا بعد التجاهل و التماطل المقصود و المستفز لكل طلبات الحوار . إن الإدارة بقراراتها العشوائية و الغير مبررة تتجه إلى خلق وضع متوتر ينذر بالإنفجار ، فما معناه أن يتم تمديد فترة التداريب الداخلية دون أي سند قانوني و تأخير الاطباء الداخليين من الالتحاق بتخصصاتهم دون غيرهم من المدن المغربية، ليبقى السؤال معلقا، لماذا تشكل مدينة أكادير الاستثناء في كل مرة ؟
إن الطبيب الداخلي بالمستشفى الجامعي بأكادير اليوم بعد انتهاء فترة الداخلية، و بعد رفض الإدارة تعييننا في تخصصاتنا بات يعيش في حالة عطالة، نحمل فيها الإدارة كامل المسؤولية، ففي جهة تعاني من الخصاص المهول من الأطباء و في ظرفية نحتاج فيها إلى تظافر كل الجهود، تحيل الإدارة بتعنتها 91 طبيبا إلى البطالة، غير آبهة لا بمستقبلهم المهني و لا بصحة المواطنين، و إن الطبيب الداخلي ووعيا منه بحس المسؤولية لا زال يشتغل بمستعجلات الحسن الثاني بدوام دائم
رغم عدم دخول المستعجلات ضمن مهامه القانونية، و رغم عدم تلقيه أي اجر مقابل ذلك خلال كل هاته الفترة التي احالتنا فيها الادارة إلى العطالة .
إننا كأطباء داخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير أمام تطور الأوضاع. و من داخل إطارنا العتيد اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين فإننا نعلن للرأي العام المحلي و الوطني ما يلي:
v استنكارنا الشديد لسياسة الآذان الصماء و القرارات الأحادية الجانب من طرف إدارة كلية الطب و المستشفى الجامعي بأكادير و تحميلنا إياها المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع.
v رفضنا التام لحالة العطالة الإجبارية التي فرضتها علينا الإدارة، و دعوتنا وزارة الصحة و وزارة التعليم العالي للتدخل العاجل من اجل حل ملف الأطباء الداخليين بأكادير.
v تشبثنا بحق الأطباء الداخليين في اختيار التخصص إسوة بباقي المستشفيات الجامعية المغربية و ندعوا الإدارة إلى الالتزام في هذا الصدد باتفاق 2011 بين وزارة الصحة و اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين
v تحذيرنا الشديد لمعضلة التكوين الطبي بمدينة اكادير في ظل وجود مستشفى جهوي غير مؤهل بالمرة لتكوين اطباء اختصاصيين، و دعوتنا الجميع إلى تحمل المسؤولية التاريخية إلى ما قد تؤول إليه نتائج هذه السياسة على جهة سوس ماسة
v مطالبتنا بشكل عاجل بصرف تعويضاتنا عن كامل الفترة التي لم نستفد منها من حقنا في السكن و المأكل، و مطالبتنا بتوفير المأكل لكل الأطباء الداخليين كما هو محدد في المرسوم رقم 2.91.527 وبحقنا البديهي و القانوني في التغطية الصحية.
v دعوتنا المسؤولين إلى توفير ظروف الاشتغال البديهية كالحماية الامنية و وسائل الوقاية من الامراض، و وسائل الاشتغال من معدات طبية .
v نعلن عن تنظيم وقفة احتجاجية بكلية الطب و الصيدلة يوم الخميس 25 مارس 2020 على الساعة 12 بعد الزوال.
v استعدادنا المرور إلى خطوات نضالية غير مسبوقة في حالة استمرار الإدارة في تعنتها و عدم استجابتها لمطالبنا العادلة و المشروعة
عن مكتب جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير
بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.