أي موقع للغة الأمازيغية في سلك البكالوريوس؟

أزول بريس – الحسين بويعقوبي //
تستعد الجامعة المغربية للدخول في مرحلة جديدة من الإصلاح ابتداء من الموسم الجامعي2021-2022 من أهم سماته تفعيل مضامين “دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الباكالوريوس”.ويعد مسلك سلك الباكالوريوس مسارا دراسيا للتعليم العالي يتضمن مجموعة متجانسة من الوحدات تؤخذ من حقل معرفي واحد أو من عدة حقول معرفية، ويهدف المسلك إلى تمكين الطالب(ة) من اكتساب معارف علمية وكفايات وتنمية مهارات حياتية وذاتية، كما يسعى لتمكين الطالب(ة) من اللغات ومن قدرات مهنية في مجال معين بعد حصوله على شهادة التخرج. تشكل مجموعة من المسالك شعبة تحمل اسما مناسبا لمجالها التكويني وتابعة للجامعة و تستمر مدة التكوين أربع سنوات بثماني فصول (فصلين في كل سنة) بما مجموعه ثمانية وأربعون وحدة دراسية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف سيتم تجاوز الشعب التقليدية المعروفة لصالح مسالك وشعب جديدة تستجيب والإصلاح المطلوب. ويأتي تبني دفتر الضوابط الجديد بعد دستور يوليوز 2011 الذي اعترف بالأمازيغية “لغة رسمية” إلى جانب اللغة العربية وبعد المصادقة على القوانين التنظيمية المتعلقة بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في 2019 وبعد خمسة عشر سنة من بداية إنشاء ماسترات (2006) في هذه اللغة و مسالك (2007) ثم شعب اللغة والآداب الأمازيغيين (2014) في الجامعة المغربية. وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن موقع اللغة الأمازيغية والتكوين فيها في النظام الجديد.
انطلاقا مما سبق فشعبة اللغة والآداب الأمازيغية مثلها مثل باقي شعب اللغات (العربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية)، مدعوة للزوال في صيغتها الحالية وتعويضها بشعب ومسالك بتسميات جديدة. وهذا يعني أن الأمازيغية في النظام الجديد مدعوة لتجد لنفسها مكانا في التكوين الجامعي وفق التصور الجديد من خلال اقتراح مسالك تسمح للطالب(ة) بالحصول على شهادة جامعية تسهل له ولوج سوق الشغل والمساهمة في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مختلف المجالات. وكمثال على ذلك يمكن أن نتصور مثلا شعبة تحمل اسم “ديداكتيك تدريس اللغات والتنوع الثقافي” تقدم للطلبة المسجلين تكوينا مشتركا في الأربعة فصول الأولى (سنتين) قبل أن يختار الطالب (ة) تخصص تدريس الأمازيغية في الأربعة فصول الأخيرة (سنتين).
والملاحظ أن “دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الباكالوريوس” لم يشر قط للغة الأمازيغية لكنه يؤكد أن طلب اعتماد المسلك يتضمن تحديد اللغة الأساسية للتدريس وكذا عنوان المسلك بلغة التدريس ويشترط أن يكون مترجما إلى اللغة العربية و/أو اللغة الفرنسية و/أو اللغة الانجليزية في حالة ما إذا كانت لغة التدريس مغايرة لإحدى هذه اللغات. وقد يفهم من هذه العبارة أن المقصود هو اللغة الأمازيغية أو اللغة الاسبانية، باعتبارهما شعبتا اللغات الموجودتين في الجامعة وغير المذكورتين في دفتر الضوابط، لكن اللغة الأمازيغية لم تصل بعد لكي تكون لغة تدريس وحيدة في شعبتها أمام غلبة الفرنسية أو العربية رغم مرور خمسة عشر سنة من التجربة. فالطالب(ة) الراغب(ة) في التخصص في الأمازيغية مدعو(ة) خلال السنتين الأوليين (أربعة فصول) لمتابعة دروس في وحدات معرفية عامة وفي اللغات (العربية والفرنسية والانجليزية) ثم المهارات الذاتية وهو ما يسمح له (ا) ابتداء من السنة الثالثة باختيار تخصصه (مسلك ديداكتيك تدريس الأمازيغية مثلا). وهذا يعني أن اللغة الأمازيغية في النظام الجديد يجب أن تنتقل ل “لغة تدريس أساسية في المسلك” أو على الأقل مرحليا أن تكون لغة تدريس بعض الوحدات في السنتين الأوليين قبل التخصص، وهي وحدات مفتوحة في وجه كل الطلبة المسجلين في الشعبة وحتى في الشعب الأخرى بما في ذلك الذين لن يختاروا أحد المسالك المتخصصة في الأمازيغية والتي لا يمكن أن تخرج في السياق الحالي عن المجالات ذات الأولوية وهي التعليم والإعلام والترجمة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد