أين يقضي زعماء أوروبا عطلاتهم الصيفية في زمن كورونا؟
أزول بريس - وكالات
جائحة كورونا التي ما تزال تؤرق العالم ،وموجاتُ الحرّ التي خلّفت اندفاعاتُها حرائقَ التهمت غابات وأحراج في مناطق متفرقة من دول حوض البحر المتوسط، دفعت الكثير من الحكومات إلى الطلب من مواطنيها عدم السفر إلى الخارج “إلا لأسباب محددة وضرورية”.
والسؤال: هل ينسحبُ الأمرُ على قادة الدول والحكومات الذين أطلقوا تلك المناشدة وألزموا الناس بجملة من القيود والإجراءات التي اختزلت خيارتهم بشأن العطلة الصيفية ونزعت منها بعضاً من أوجه المتعة والبهجة والفرح.
سنحاول في هذه المادّة الإجابة على هذا السؤال، من خلال تسليط الضوء على أمكنة وأجواء العطل الصيفية لتسعّة من قادة الدول، وسنرى إن كانت عطلة كل زعيم تخضع للقيود المفروضة على عطل أبناء بلده، أمّ أنه، وهو المثقل بأعباء الحكم “يحقّ له ما لا يحقّ لغيره!!”.
أولاً: رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون
مصادرٌ في الحكومة البريطانية، لم تستبعد قيام رئيسها بوريس جونسون بقضاء عطلته الصيفية خارج البلاد، لكنّ، حتى الآن، يبدو أن خيارَ جونسون وزوجته كاري سيموندز الحامل وابنهما الصغير ويلفريد، هو لصالح قضاء العطلة في المملكة المتحدة، وعدم المغادرة إلى الخارج تجنباً لتعقيدات السفر الدولي.
وكان جونسون وسيموندز أمضيا العطلة الصيفية العام الماضي في شبه جزيرة أبليكروس في اسكتلندا، وذلك على نحو يخالف تماماً رغبته في التمتّع بأشعة الشمس والمناخ الدافئ، وجاء اختيار جونسون لاسكتلندا، مكاناً للاصطياف، العام الماضي، بعد أن خضع لتحقيق حول تمضية إجازة فاخرة في جزيرة “موستيك” الخاصة في أرخبيل غرينادين الكاريبي بعد فوزه في الانتخابات التشريعية نهاية العام 2019.
وكان وزير البيئة البريطاني جورج يوستيس، نصح مواطنيه بقضاء العطل الصيفية في المملكة المتحدة بدلاً من السفر إلى الخارج، و”عدم السفر إلا في حالة الضرورة القصوى”.
وقال يوستيس في تصريحات لـ”سكاي نيوز” إنه سيقضي الإجازة في كورنوول هذا الصيف، مؤكداً على ضرورة أن يكون لدى الأشخاص الذين يفكرون في السفر في المستقبل القريب دراية “بالمخاطر” المترتبة على هذا السفر.
ويجدر بالذكر أن السفر الداخلي في جميع أنحاء المملكة المتحدة، غير مقيّد، لذا فإن جونسون لن يخالف القواعد في حال اعتزم قضاء عطلته في بلاده، لكنّ يبقى عليه الإسراع في حجز مكانٍ له في مناطق الاصطياف، لكي لا يضّطر وزوجته إلى قضاء العطلة الصيفية في المنزل.
ثانياً: رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز
يقضي رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز عطلته الصيفية، في “موقع مذهل مجهّز بمهبط للطائرات العامودية وبحوض سباحة”، وفقاً لما يقوله إعلاميون وسياسيون إسبان، لكنّ، هل غادر سانشيز البلاد؟، الجواب: لا إنه لم يغادرها، فهو موجودٌ حالياً في منطقة لا ماريتا، في جزيرة لانزاروت الواقعة أقصى الشرق من جزر الكناري الإسبانية، كما سيقضي بعض الوقت في بلاسيو دي لا ماريسميملاس، وكوتا دي دونانا، جنوب إسبانيا.
سانشيز يقضي إجازته الصيفية مع زوجته بيغونيا غاوميز وابنتيه كارلوتا وأينهوا، كما أن العائلة اصطحبت معها كلها توركا.
ويجدر بالذكر أن سانشيز يتمتع بحقوقه في السفر إلى جزء آخر من إسبانيا خلال عطلته الصيفية، ذلك لأن السفر الداخلي في جميع أنحاء البلاد غير مقيد.
ثالثاً: الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا
الرئيس الإيطالي ذهب لقضاء إجازته الصيفية في جزيرة سردينيا قبل حلول موعد فيراجوستو الذي يحتفل فيه الإيطاليون بصعود السيدة العذراء، والذي يصادف الخامس عشر من شهر آب/أغسطس الجاري،
الرئيس ماتاريلا الذي احتفل مؤخراً بعيد ميلاده الثمانين كان قضى عطلته الصيفية في جزيرة سردينيا الإيطالية في العام 2018 والعام 2019.
لكنّ في العام الماضي، وبسبب جائحة فيروس كورونا، أمضى ماتاريلا بضعة أيام من إجازته السنوية في منطقة كاستيلبورزيانو القريبة من العاصمة روما.
رابعاً: الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون
يقضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، العطلة الصيفية في وفور دو بريغانسون، المقر الصيفي لرؤساء الجمهورية في فار جنوب فرنسا منذ العام 1968، وهو عبارة عن حصن يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، ويقع في جزيرة قبالة الريفيرا الفرنسية.
ويُعرف عن ماكرون أنه يقضي “أياماً قليلة من إجازته في فرنسا” ويحرص على إبقاء الاتصال به “متاحاً في أي وقت”، فمنذ انتخابه في العام 2017، يصرّ ماكرون على وجوب أن أن يبقى الرئيس داخل بلاده وأن يظل على اتصال مع شعبه.
خامساً: المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل
ليس واضحاً ما إذا كانت المستشارة أنغيلا ميركل ستذهب لقضاء إجازة هذا العام أم لا، لكن بما أنه من المقرر أن تغادر منصبها في الخريف المقبل، فإنها عليها القيام بعديد من الرحلات الرسمية قبل مغادرتها مقرّ المستشارية في برلين.
فمن المقرر أن تزور ميركل المملكة المتحدة والولايات المتحدة هذا الشهر لإجراء مناقشات مع رئيس الوزراء بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن.
وكانت المستشارة ميركل أخذت قبل بضع سنوات إجازة لمدّة ثلاثة أسابيع أمضتها في جبال الألب الإيطالية، في ذلك الحين، قال الأستاذ في جامعة غوته في فرانكفورت، نيكولا فوكس شوندلن: وفقاً للأعراف، فإنه لأمرٌ مألوف أن تأخذ السيدة ميركل إجازة طويلة.
سادساً: الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين
في شهر آذار/مارس الماضي، أمضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عطلة نهاية الأسبوع في التايغا السيبيرية حيث قاد مركبة رباعية الدفع وتنزه في الثلوج بصحبة وزير الدفاع.
وبيّن تسجيل مصوّر نشره الكرملين الرئيس الروسي البالغ من العمر 68 عاما ووزير الدفاع سيرغي شويغو، 65 عاما مرتديين سترات شتوية بنية، وهما يتنزهان وسط الغابات المكسوة بالثلوج ويراقبان الحيوانات البرية بالمنظار لدى عبور جسر. وزار الرجلان بعدها مشغلا في التايغا حيث عرض شويغو أمام بوتين القطع الخشبية التي كان يصنعها خلال أوقات فراغه.
ويحرص الرئيس الروسي منذ سنوات على تقديم صورة رجل قوي من خلال التركيز باستمرار على لياقته البدنية.
وسبق وأن نشر الكرملين في السنوات الماضية تسجيلات لفلاديمير بوتين في التايغا السيبيرية وهو يمارس الصيد ويقود سفينة ويتشمس عاري الصدر، كما انتشرت مقاطع فيديو تظهره يغوص في بحيرة بايكال أو يقود سيارة فورمولا واحد أو يحلق في طائرة حربية أو يصارع نمرا.
وغالباً ما يزور بوتين المنزل الذي يقضي به إجازته، والذي يسمّى بـ”فيلا سيلغرين”، هذا المنزل الذي تمّ تشييده على جزيرة في خليج فيبورغ، التي تبعد نحو 12 ميلاً عن الحدود الروسية مع فنلندا، ويُقال إنه يوجد في المنزل حمام سباحة مطلي بالذهب ومنتجعٌ صحي تحت الأرض.
ثمّة القليل من القيود المفروضة على السفر المحلي داخل روسيا، ما يعني أنه يُسمح لبوتين بالسفر إلى سيبيريا لقضاء عطلته الصيفية، أو جزءاً منها.
سابعاً: الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان
من غير الواضح أن كان إردوغان يعتزم أخذ إجازة صيفية هذا العام، لكنّ مؤخراً نشر المهندس المعماري التركي البلجيكي شفيق بيرقية صوراً جديدة لقصر الرئيس خلال الصيف، ويحتوي القصر الذي تبلغ مساحته 85 ألف متر مربع، على خمس مبانٍ ومسبح، فضلاً عن شاطئه الاصطناعي الخاص، علماً أن القصر قريب من مياه ساحل مارماريس.
ووفقاً لصحيفة “ناشيونال” فإن تكلفة بناء القصر الرئاسي بلغت 640 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 62 مليون يورو.
وقد أثارت صور القصر موجة غضب في الأوساط الشعبية في تركيا حيث يكافحُ المواطنون العاديون بضراوة من أجل تأمين لقمة العيش لعائلاتهم، وفقاً للمصدر المذكور.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.