في إطار الأنشطة العلمية والثقافية نظم مختبر القانون العام والسياسة بكلية الحقوق أكدال محاضرة علمية بعنوان حاجتنا إلى علم السياسة، من القاء استاذ العلوم السياسية حسن أوريد.
استهل المحاضر كلامه بلزوم السياسة للانسان منذ أن وجد على بسيطة هذا الكون الفسيح، مستدلا بقول أرسطو: أن الانسان كائن اجتماعي، وأن هذه الصفة تتطلب تنظيما محكما، ووجود حاكم ومحكومين، تجمعهما علاقة تعاقد إما بشكل ديمقراطي أو استبدادي، او عن طريق العقد الاجتماعي.
كما أشار إلى أن موضوع الزواج والدين لا يفارق الإنسانية وهي من الأسس التي تستند عليها المجتمعات وبغيابها ينخرم وجودها أصلا.
وأضاف أن شرط العلمية يتحقق عندما نقوم باستخراج قواعد ومبادئ، والبحث عن العلاقة السببية في أي ظاهرة، وأن علم السياسة ظهر على يد السوسيولوجي “اوغست كونت” وسار في تطور مستمر حتى بلغ منتهى مبادئ سوسيولوجيا السياسة، كما أشار ان هذا الأخير قعد المعرفة عبر ثلاث أسس وهي المعرفة العلمية، التنبؤ، العمل على تغيير الوضع .
واستطرد المفكر السياسي حسن أوريد العوامل التي ادت الى عدم تطور هذا الفن في العالم العربي، وخصوصا في الجامعة المغربية، والتي عد منها، ضعف الاصدارات في فن السياسة في المكتبة العربية، وعدم مواكبتها للمستجدات الحديثة، وكذا عدم تأثير وفرة المراكز البحثية على مسار علم السياسة، وانعدام حس البحث والتنقيب لدى الباحثين والأكاديمين المشتغلين بحقل السياسة، واعتبار هذا الفن غير محفز بغياب وظائف الشغل تتناسب وطبيعة التكوين في العلوم السياسية.
واقترح ان هذه العراقيل يمكن تجاوزها من خلال العمل على جعل مادة العلوم السياسية مستقلة عن القانون العام، إسوة بالجامعات الغربية، وتحفيز الباحثين عن طريق توفير فرص الشغل لخريجي هذه الشعبة، والتفكير في تكوين باحثين على مستوى العالم العربي، وإنشاء مدرسة مغربية في العلوم السياسية.
وأضاف أن الهندسة الإصلاحية تستوجب ان تدرس مواد العلوم السياسية، باللغة العربية مع القدرة على الانفتاح على اللغات الحية الاخرى لمعرفة ما ثم إنتاجه من تآليف وكتب، مقسما نظرته الإصلاحية على حسب مراحل التكوين الأكاديمي على ثلاث مستويات كبرى:
– مستوى الإجازة يتعرف الطالب على المفاهيم المؤطرة لعلم السياسة وأدابها، والفاعلون الرسميون والغير الرسميين وعلم التاريخ، وما كتب في القانون الدستوري.
– مستوى الماستر تعميق النظر في المسائل النظرية، وجعل السنة الثانية مرحلة تطبيقية لتنزيل ما ثم تلقيه على المستوى النظري
مستوى الدكتوراه انشاء مجموعات بحثية في علوم السياسة وتنسيق جهودها على مستوى العالم العربي، لتفادي التكرار وتوحيد الجهود المبذولة في مجال سوسيولوجيا السياسة.
وأضاف أن هذا الإصلاح لن يتحقق دون توفر شروط موضوعية، أهمها الاهتمام بعلم الترجمة وتحفيز المترجمين ماديا ومعنويا، لنشر الثقافة السياسية داخل شرائح المجتمع وكذا للباحثين في علم السياسة، وكذلك التمكن الرصين من المفاهيم والمصطلحات التي يشتغل عليها علم السياسة، حيث ان المعاني تختلف من لغة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى.
(*)صحفي متدرب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.