احتفلت القوى الديمقراطية المغربية بالذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير في سياق يطبعه استمرار لمظاهر الأزمة والتوتر بين السلطة والمجتمع، كما احتفل العالم يوم 21 فبراير باليوم العالمي للغة الأم، وبين الذكرتين صلة و علاقة متينة.
لقد جاءت حركة 20 فبراير للتعبير عن تفاعل الشارع المغربي مع انتفاضات تونس ومصر وليبيا، كما كانت مدرسة نضالية تخرج منها جيل جديد من الشباب المناضل سرعان ما ظهرت ديناميته في أشكال جديدة من العمل النضالي في الفضاء العام والشارع، وكانت من أهم التظاهرات التي تمخضت عن حركة 20 فبراير ظهور حركة “تاوادا نيمازيغن” التي اعتمدت نفس أسلوب حركة 20 فبراير، حيت نجحت في أن تكون ملتقى لكل تيارات الحركة الأمازيغية، وهو ما فشلت فيه الكثير من الجمعيات التي طرحت فكرة “تاوادا” منذ سنة 2000 دون أن تستطيع تحقيقها بالفعل.
وتتمثل العلاقة بين ذكرى 20 فبراير واليوم العالمي للغة الأم 21 فبراير في أن من أهم ما أدت إليه الحركة الاحتجاجية ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011 (الممنوح)، حيت جعلت من ضمن مطالبها الرئيسية المرفوعة في الشارع ترسيم هده اللغة باعتبارها اللغة الأم لجميع المغاربة.
وإدا كانت الأمازيغية اللغة الأصلية لسكان المغرب واللغة الأم بالنسبة لأعداد كبيرة من الناطقين بها داخل الأسرة، فإن ترسيمها لم يكن حلا نهائيا لمعاناتها، بل على العكس فلقد استمرت مختلف أنواع التمييز ضدها داخل المؤسسات وكدا في الشارع العام، حيت شهد الجميع مقدار التراجع الذي أصاب ورش اللغة الأمازيغية في العديد من القطاعات، وهو ما يجعل هده الذكرى المزدوجة ذكرى 20 فبراير وذكرى 21 فبراير مناسبة للتذكير بالمطالب الأساسية والتأكيد عليها والتنديد بكل أنواع الخروقات التي تمس اللغة الأمازيغية وثقافاتها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.