أنزار غ أدرار .. الشتاء في الجبل
أدرار دائما إلى الأعلى، يعيش في علاقة صوفية مع الرحمان، أهله قليل الشكوى، ودائم التوكل على الله، اختاروا تلك الارض الطاهرة التي يسكنها ما لا عين رأت ولا يد لمست، في كل فضل من فضول السنة ترى الاهالي في تناغم معه في علاقة أخذ وعطاء لا تنتهي ولو كان قاسيا .
وبعد فترة غير قصيرة من الجفاف، وندرة المياه، استقبلت أدرار أيام مطرية كان لها وقع ايجابي كالعادة على الساكنة والبهائم كما على الأرض قبل البشر والحيوان، أمطار خير خففت من وزر الجفاف والشح في المياه الجوفية .
وفي الشتاء عادة أدرار يستسلم للمطر، ويقدس تلك اللحظات حيث السماء تحي الأرض، فلن ترى مخلوقا الا من خرجا مكرها أو تحث ضغط العمل أو المصالح الشخصية فالكل في البيوت إما أمام التلفاز أو في الاستماع إلى المذياع، خاصة الأطفال والشيوخ والمسنين بينما النساء والرجال ممن يسكنون تلك البيوت تراهم في مهم خاصة ترتبط بالشتاء أثناءه وفي تفاعل معه دون قيد أو شرط ، وأهمها مراقبة مجاري المياه القريبة من البيوت وتنقيتها ومراقبتها أثناء الامطار، أين تمر، حتى لا تشكل خطرا على البيوت ، والاستفادة منها في مل المنطفيات العمومية أولا قبل الخاصة ثانيا احتراما للجماعة والمشترك، مع الإطلالة بين فينة وأخرى على المنطفيات حتى لا تتجاوز سعتها القانونية والمسموح بها.
بينما النساء في البيوت، وخاصة المنازل الطينية تراقب السطوح حتى لا تتسرب المياه إلى الداخل، وتغذي البهائم إضافيا لبرودة الجو، ولحمايتها من الطقس حتى لا تحس بالجوع أو البرد، وتعد ” تيركين” لتسخين الغرفة مع باقة من البخور المختارة .
وأنت تسمع زاخات مطرية يستقبلها الأرض كما السطوح المنزلية، وتنفلت مرات عديدة من النوافذ لتشرك الجميع تلم الجلسة الشتوية الطاهرة، ترى الابتسامة في الوجوه، وبشرى سنة فلاحية جديدة وحديث دو شجون على الحرث والشكر لله على نعمة الغيث .
وأثناء المطر لن تسمع همسا ولا كلاما، بينما الادكار والاوراد والادعية وطلب الرحمة هي شعار اللحظة وموضوعها الرسمي، في احترام تام للمطر باعتباره غيثا ومنقدا وأيات من أيات الله الكبرى.
هكذا أدرار حتى في المطر له خصوصياته التي تميزه وتجعل منه أرضا طيبة تفوح منها رائحة العطر مع كل قطرة مطر
لحسن بنضاوش
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.