أحمد عصيد //
احتفل أمازيغ العالم بذكرى إنشاء العلم الأمازيغي ، العلم الدولي الذي يرمز لهويتهم الثقافية، والذي يستعملونه في تظاهراتهم المختلفة للتعبير عن ارتباطهم بلغتهم الأصلية وثقافتهم العريقة مهما كانت انتماءاتهم الوطنية وجنسياتهم.
وقد عرف هذا الرمز الهوياتي في تاريخه القصير منذ 1997 حتى الآن الكثير من المد والجزر مع سلطات بلدان شمال إفريقيا، وكذا مع التيارات السياسية والإيديولوجية التي تتواجد على هذه الرقعة من الأرض، حيث كان ينظر إلى هذا العلم كما لو أنه رمز سياسي منافس لعلم الدولة الوطني، عكس ما حدث في البلدان الغربية الديمقراطية، حيث يحضر العلم الأمازيغي في كل احتفالات وتظاهرات الأمازيغ دون أن يزعج أحدا. فالأمازيغ من جنسيات مختلفة يعبرون عن هويتهم التي لم تكن يوما هوية انغلاق او عرق خالص، بل ظلت إلى اليوم هوية تبادل وتفاعل غني وإنساني.
ولعل من آخر المحاولات اليائسة لتحجيم العلم الأمازيغي وتبخيسه ما صدر عن السلطات العسكرية الجزائرية من مواقف متهورة، كانت تهدف إلى تقسيم صف المتظاهرين في الشارع، عبر إثارة النعرات الجانبية فيما بينهم، وعندما لم ينجح مخططها قامت باعتقال بعض الشباب من حاملي العلم واضطهادهم وإساءة معاملتهم، الشيء الذي أدى إلى موجة استنكار مغاربية، اضعفت موقع العسكريين ودعمت موقع الحراك الشعبي.
لقد زادت كل المحن التي مر بها العلم الأمازيغي عبر تاريخه القصير من قوة رمزيته وتأثيره، ولعله اليوم بألوانه الزاهية وبحضوره في كل التظاهرات الفنية والثقافية، وفي كل الخرجات المطالبة بالتغيير وبحقوق المواطنة، يكتسب يوما عن يوم طابع الرمز الإنساني الحليف للقضايا العادلة.
احمد عصيد.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.