أمازيغية الإذاعة الأمازيغية

ازول بريس-الحسين بويعقوبي//

تربطني منذ طفولتي علاقة خاصة بالإذاعة الأمازيغية المركزية بالرباط. لم يكن ذلك اختيارا شخصيا واعيا بل كان المذياع بالنسبة لأبواي لا يشغل إلا ليلا من الثامنة إلى منتصف الليل، للإستماع لتاشلحيت فقط ذون غيرها سواء باقي التنويعات الأمازيغية أو العربية، أو للإستماع للإذاعة الجهوية بأكادير بحكم أنهما لا يتقنان لغة أخرى غير تاشلحيت. وفي هذا السياق تربيت بدوري على برامج هذه الإذاعة وأغاني الروايس والمجموعات ولازال الأمر كذلك إلى اليوم، حيث أستمع إليها بشكل يومي مجاراة لاختيار الأبوين. وهذه المواكبة اليومية هي التي جعلتني أنتبه لنوع من التحول على مستوى نوعية اللغة الأمازيغية المستعملة ومستوى الحرص على استعمالها وأقارن ذلك بما كان عليه الوضع سنوات التسعينات من القرن الماضي. ومن أهم الملاحظات مايلي :
1.تزايد استعمال اللغة العربية بشكل ملفت للمتتبع. ولا أعتقد أنه يسمح في إذاعة أخرى باستعمال لغة مغايرة للغة الإذاعة المنصوص عليها في ذفتر تحملاتها:
-البرامج الخاصة بالإهداء لاترى مانعا في تقديم التهاني باللغة العربية، إما من خلال إذاعة صوت المستمع نفسه أو قراءة رسالته بالعربية على الأثير.
-إعلانات البحث عن متغييبين تتم أحيانا باللغة العربية
-تصريحات الوزراء والمسؤولين تذاع باللغة العربية ذون ترجمتها للأمازيغية.
– بعض البرامج خاصة الموجهة للشباب تستعمل اللغتين الأمازيغية والعربية ويمكن للضيف أن يتحذث بالعربية ذون إشكال.
-البرنامج الخاص بتقديم الأطفال لمدارسهم يتم فيه استعمال العربية إما من طرف الأطر الإدارية أو من خلال إبداعات الأطفال (أناشيد، مسرحيات،…)
-بعض الضيوف خاصة من المثقفين يميلون لاستعمال أكثر للعبارات والجمل العربية ولا تحضر الأمازيغية إلا في الروابط المستعملة (غ.س.د….) وبعض الكلمات المحدودة. لا يتعلق الأمر هنا بالإقتراض اللغوي المعروف في جميع اللغات بل بجمل بأكملها وأحيانا فقرات بعينها.
– لا يمكن إنكار المجهوذ الذي يبذله بعض الصحفيين على المستوى اللغوي لتجويد استعمال اللغة الأمازيغية، سواء من خلال استعمال المعجم المتداول أو الذي في طريق الإنقراض وكذا السعي لإعطاء الحياة للكلمات المنقرضة وأيضا الإلتجاء إلى المعجم المستحدث. أكيد أن هذه العملية الأخيرة قد تعيق التواصل في مستوى معين مع المستمع غير المتمرس، لكن في الوقت نفسه الإكثار من العبارات العربية لا يحقق التواصل مع شريحة لا تتقن إلا تاشلحيت وضمنهم أبي وأمي اللذان أحسا بأنهما لم يعودا يفهما كل ما يقال في إذاعة من المفروض أنها وجهت لمن هم في وضعهما، أما الذي يتقن لغات أخرى فله حرية الإختيار في سوق الإذاعات.
لا أدري إن كانت النخبة الأمازيغية تتابع برامج الإذاعة الأمازيغية وهل تشاركني نفس الرأي؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد