في مفارقة كبيرة من قبل القائمين على القطاع السياحي بمدينة أكادير، وخاصة المجلس الجهوي للسياحة، تعيش أكشاك الإرشاد السياحي بكورنيش أكادير إهمالا تاما بعدما لم يتم استغلالها ولم يتم تشغيلها، منذ توقيع اتفاقية بهذا الخصوص بين المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة بسوس في سنة 2010، بحيث تولى المكتب تمويل بنائهما، فيما يتولى المجلس تشغيلهما. وفي الوقت الذي من المفروض فيه أن يتم استغلال الكشكين بعد تشيدهما، في توفير المعلومات والإرشادات السياحية للسياح الوافدين على المدينة والشريط الساحلي تحديدا، أصبح هذين الكشكين مهجورين وفي حالة كارثية، وتحولا إلى ملاذ للمتسكعين.
وبحسب مصادر متتبعة فإن هذا الوضع أصبح وصمة عار على مدينة كانت تعد الوجهة السياحية الأولى بالمغرب، وأصبح السائح فريسة للمترصدين والمرشدين المزيفين في غياب مكاتب رسمية توفر معطيات وإرشادات بالشريط الساحلي، وهي الوظيفية التي كان هذين الكشكين سيقومان بها. وزادت المصادر ذاتها، أن المجلس الجهوي، لم يكلف نفسه عناء تكليف موظفين لتشغيل الكشكين، بدعوى نقص الموارد، مع العلم أن المجلس يستفيد من مصادر تمويل عمومية تمنح له عبر إعانات من المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجلس البلدي لأكادير فضلا عن مجلس جهة سوس.
وبالرغم من الأموال العمومية التي يستفيد منها المجلس الجهوي للسياحة بسوس، فإنه بحسب مصادر مطلعة، يفتقر إلى رؤية واضحة بشأن إنعاش القطاع السياحي بمدينة أكادير بشكل خاصة وجهة سوس بشكل عام، وأضافت المصادر ذاتها أن المجلس يكتفي بإعداد إحصائيات وأرقام عن عدد السياح الوافدين وليالي المبيت، بالرغم من أن ذلك لا يدخل ضمن اختصاصاته على اعتبار أنه من اختصاصات المندوبيات الجهوية للسياحة، وفي هذا الإطار، يعتبر المجلس الجهوي للسياحة بسوس، المجلس الوحيد بالمغرب الذي يخرج هذه الإحصائيات وينشرها على العموم، في حين أن الاحصائيات المتعلقة بحركية السياح في باقي جهات المغرب تتكلف بنشرها المندوبيات الجهوية للسياحة في إطار اختصاصاتها.
وبحسب المعطيات التي توصلت بها الأخبار، توجد بمدينة أكادير وحدات فندقية لا يدخلها المجلس الجهوي للسياحة ضمن إحصائيات، ويتعلق الأمر بوحدتين فندقيتين، إحداهما تتوفر على طاقة استعابية واسعة، وبررت مصادر الأخبار عدم إدخال أرقام هذين الوحدتين إلى كونهما تؤثران سلبا على الإحصائيات التي ينشرها المجلس، خاصة على مستوى معدل الملء.
وتساءلت مصادر أخرى، عن الأسباب التي تقف وراء عدم إنجاز دراسة حول مؤشر رضا السياح بالجهة، كما هو الشأن بالنسبة للدراسة التي تم إنجازها منذ 2002، بحيث لم يتم إنجاز أي دراسة منذ ذلك التاريخ، وأوضحت المصادر ذاتها أن من شأن دراسة مثل هذه أن تشخص وضعية السياحة بالجهة وتحدد حاجيات السياح وبالتالي العمل على تأهيل القطاع بما يتماشي مع احتياجاته. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الفنادق المصنفة بأكادير ضمن فئة 5 نجوم يبلغ 9 وحدات فندقية، و 19 وحدة من صنف 4 نجوم، و 8 وحدات فندقية من صنف 3 نجوم، و 14 وحدة فندقية من صنف نجمتين، ثم 7 وحدات فندقية من صنف نجمة واحدة.
أما بالنسبة للإقامات السياحية فيصل عددها إلى 27 إقامة سياحية منها 12 ضمن الفئة الأولى و 15 ضمن الفئة الثانية والثالثة. وبخصوص القرى السياحية فتوجد بالمدينة 8 قرى منها 5 ضمن الفئة الأولى، والباقي بين الفئة الثانية والثالثة. وتصل الطاقة الاستعابية الإجمالية للمؤسسات السياحية بأكادير إلى حوالي 30 ألف سرير.
عن الاحبار – حسن انفلوس
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.