أكادير …فَتْوى تحريم التظاهر والاحتجاج

يوسف غريب

صدقوني إذا قلت لكم بأني عاجز عن فهم هكذا تصريح يعتبر فيه صاحبه أن التظاهر والاعتصام ضد البلدية انقلاب ضد الديقراطية وخرق دستوري…ولم يرفع هذا العسر في استيعاب ما قيل إلا باستعانتي بالمنجمين وقراء الابراج الذين يضعون الشأن المحلي بأكادير ومن يدبرون أمر المدينة تحت تأثيرات سنة (الكلب ) وانعكاسات ذلك على أشغال فبراير الأخيرة …ويؤكد خبراء التنجيم أن هذه السنة بهذه الصفة تتميز عند أصحاب القرار أيا كان حجم سلطته بالإضطراب وسوء تقدير في قراءة الأحداث والوقائع يجعلهم الوضع بهذه الحالة في خانة الفاقدي للتركيز في القضايا المصيرية للبلد والسقوط في متاهة التفاصيل الصغيرة وردود أفعال غير ناضجة …أو هكذا قيل .. ولو اني أنتتصر للقولة المأثورة ( كذب المنجمون ولو صدقوا )…
والعودة إلى التصريح الذي أثارضجة في الفضاء الأزرق منذ أسبوع دون أن يكون هناك أي نفي أوتكذيب من طرف رئاسة المجلس كما جرت العادة في منا سبات سابقة…نعم هذا التصريح في شقه السياسي يبين بجلاء واضح موقف هؤلاء من الديقراطية التى يعتبرونها مطية للوصول إلى الحكم والتحكم وما صناديق الاقتراع إلا وسيلة لذلك ويلتقون في هذه القناعة مع تجارب مشرقية هنا وهناك …وإلا كيف يمكن أن نقبل من مسؤول وصل إلى رئاسة المجلس عن طريق آلية ديمقراطية انتخابية ويمنع التظاهر والاعتصام والاحتجاج عمق وروح السلوك الديقراطي.وهم بهذا الموقف.يصدق عليهم قوله تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.)..ثم إن الوثيقة الدستورية الأخيرة أقرت بشكل صريح الحق في التظاهر والاحتجاج ضد السياسات العمومية وباختلاف الأصعدة والمستويات ..
.إن الانقلاب الحقيقي هو ما تقوم الأغلبية المسيرة للمجلس ضد التعاقد الذي يربطها مع الساكنة ليس فقط عدم الوفاء بتعهداتكم الانتخابية فحسب بل الشروع في تفويت وتسليم ما تبقى من المدينة عبر ما يسمى برفع اليد…
في الشق الدعوي يرتقي التصريح إلى مرتبة الفتوى منسجمة تماما مع اجتهادات لمشايخ وهابيين ترى أن الدعوة إلى التظاهر هي دعوة للفتنة والتفرقة وخروج عن الجماعة…سندهم الشرعي في ذلك قاعدة فقهية صحيحة في نظرهم وهي ( الصبر على جور الولاة واجب شرعي ) وأن أي احتجاج ضد الظلم والجور لأن إباحة الوسائل إلى الشيء المحرم نقص في التحريم نفسه…وعلى هذه القاعدة يمكن قراءة فتوى تحريم التظاهر والاحتجاج ضد المجلس البلدي لأنه خروج عن الجماعة الحضرية طبعا حتى ولو فقروا المدينة وأعوانه كل ممتلكاتها ..وهذا ما يفسر استهزاء البعض منهم من مبادرات شباب المدينة الداعية إلى إثارة الانتباه حول ما تعرفه أكادير من تهميش وإقصاء للمشاريع الكبرى بما يحمل خطابها من رسائل إلى ذوي القرار محليا ومركزيا ..
إن هكذا تصريح لا يلزم إلا صاحبه فقط …أما الدعوة إلى التظاهر والاحتجاج فهو مكسب سياسي / مدني نتيجة نضالات الشعب المغربي الذي لن يقبل اليوم من أولئك الذين استغلوا هذا المكسب وينقلبون عليه اليوم….انتهى الكلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد