أكادير: دعوة للمشاركة في الدورة 13 للجامعة الصيفية في موضوع “الأمازيغية والقيم المجتمعية والعيش المشترك” ( ندوة دولية )

 ueaالأرضية://

في سياق دولي وجيوسياسي يغلي بشكل غير مسبوق، ويعرف تمزيق الدول وتفكيك قيم العيش المشترك بسبب تزايد المطالب الهوياتية القاتلة وتحت تأثير تصاعد التطرف الديني والعرقي، من جهة، وتصلب سياسات الإقصاء والاحتواء من طرف الدول، من جهة أخرى، يحاول المغرب أن ينحو مسارا آخرا، انطلاقا من قراءة إيجابية لتاريخه العريق، والاعتراف بمختلف مكونات ثقافته وهويته الوطنية، واعتمادا على إرادة جزء هام من نخبه ومجتمعه المدني.

ومن المعلوم أن الحركة الأمازيغية  من أبرز القوى المساهمة من خلال خطابها وعملها المدني في تقوية هذا المسار والمجهود الحامل للنموذح المغربي المتعدد في وحدته، حيث اضطلعت الإطارات المدنية الأمازيغية  بدور حاسم  في ذلك من خلال تصديها لانحرافات الدولة المغربية ما بعد المرحلة الكلونيالية التي عرفت تهميش واحتقار الأمازيغية على جميع المستويات، وخلق تفاوتات مجالية مدمرة. كما تجلت مقاومة الأمازيغ لهذا الإقصاء أيضا في سعيهم  لتطوير نموذج جديد للعيش المشترك يتأسس على  الاعتراف وعلى قيم الحقوق والواجبات والمواطنة، حيث لم يختاروا رفض الأخر الذي هو في نفس الوقت جزء مني، ذلك أن النخبة الأمازيغية وعت مند ستينيات القرن الماضي بأن الانتصار في مثل هذه المعارك لا يتحقق باجتياح الأراضي بل بانضمام السكان والنخب المتعاطفة مع القيم النبيلة لقضيتها، والوعي بها في صفوف المجتمع.

لقد كانت الامازيغية نتيج عمل نخبة  متمكنة من ثلاثة بل أربع لغات – الأمازيغية والعربية والفرنسية والإنجليزية…- وتراكم تراث ثقافي زاخر، حيث أن هذا الغنى والتلاقح هو ما يفسر طابعها المجدد والطلائعي، ونظرتها التعددية والإختلافية التي لا تجزأ الهوية المغربية  إلى مقصورات معزولة  ولا إلى قطع ثوب ملفقة، بل تنظر إلى  انتماءات المغاربة وواقع تعددهم اللغوي وتنوعهم الثقافي باعتباره غنى وقوة داخلية ورافعة للانفتاح على العالم.

لم تسعى الأمازيغية أبدا إلى الاستنساخ السلبي  لنموذج العروبة أو أي مطلب أو انتماء آخر، بل اعتبرت كل المكونات الثقافية الأخرى  عناصر فسيفساء الهوية المغربية التي تعتبر الأمازيغية صلبها وأساسها. فالأمازيغية ليست سوى البنية العميقة للشحصية المغربية  ورؤية إلى العالم تطفح بالأمل، انطلاقا من تجدرها ومرجعيتها القيمية. وفي هذا الإطار فالتراث الأمازيغي والعادات والأعراف ظلت دائما ولا تزال مصدر منظومة القيم المغربية، كما أكدت ذالك نتائج البحث الوطني حول القيم  الذي نشر مؤخرا.

بيد أن قيم العيش المشترك المغربي ليست معطى بديهيا ولا تتأسس بشكل تلقائي،  بقدر ما أنها تواجه تحديات عديدة في عالم مهدد بالهويات القاتلة، وتشق طريقها في القرية الكونية التي نعرف إنذغام  القيم تحت ضغط العولمة وتأثيراتها، حيث يعرف المجتمع المغربي بروز قيم جديدة وخفوت أو اندثار قيم أخرى، وصارت قيم الفردانية المفرطة في قلب هذا التحول.

في هذا السياق، وإذا كانت اللغة في مقدمة الخطاب والمطالب الهوياتية للحركة الأمازيغة مند الستينيات، باعتبار اللغة هي أساس الوجود الأمازيغي،  فالإطارات الأمازيغية مدعوة اليوم لبلورة مشروع مجتمعي  يقوم على منظومة قيم تنهل من  الثقافة الأمازيغية، بشكل لا يختزل في المطلب اللغوي، بل كمشروع مجتمعي بديل لبقية المشاريع المعروضة والمنافسة في السوق المغربية.

انطلاقا من  هذه الإضاءات تطرح العديد من الأسئلة:

  • هل صارت مرجعية القيم التقليدية مهددة بالاندثار، وماذا يمكن أن نستخلص منها اليوم؟
  • هل تستطيع الأمازيغية أن تجدد وتحافظ على نفسها، أم ستتحول إلى مجرد حكاية تروى للأجيال القادمة؟
  • كيف يمكننا أن ننفتح وننهل من القيم العولمية  دون التنكر لذواتنا ودون التضحية بعيشنا المشترك؟
  • ما العمل وأيت خريطة طريق من أجل الحفاظ على القيم التي جعلت منا أناسا أحرارا، إيمازيغن د تمازيغين؟

المحاور:

  • الجانب التاريخي والأنتربولوجي: التاريخ، المجتمع والقيم الأمازيغية.
  • القيم السياسية والاقتصادية لدى الأمازيغ.
  • الأمازيغية اليوم، قيم المواطنة والعيش المشترك.
  • الأدب والفنون الأمازيغية وسؤال القيم.
  • الإعلام والتعليم والقيم الممررة.

عنوان المراسلة: aueagadir@gmail.com

اللجنة العلمية:

أحمد صابر، تسعديت ياسين، المهدي إيعزي، شادية الدرقاوي، محمد سكنفل، إبراهيم لباري، أبوالقاسم الخاتير، الحسين بويعقوبي، رشيد الحاحي، الحسين أوسكان، عبد الوهاب بوشطرت.

التواريخ:

1-5-2017: آخر أجل لبعث ملخص المداخلة، يضم الإشكالية ومنهجية المقاربة والنتائج المرتقبة.

1-6-2017: تاريخ إعلان  رأي اللجنة العلمية.

20-6-2017: آخر أجل  لإرسال  النص النهائي للمداخلات.

5-6-7-8- يوليوز 2017: أشغال الندوة الدولية.

ملاحظة: تتكلف الجامعة الصيفية بتغذية  جميع المشاركين وبإيواء ضيوفها من خارج أكادير خلال أيام الندوة الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد