أكادير الجريحة.. من الزلزال الطبيعي إلى الزلزال الهوياتي
الفضيحة الوطنية الجديدة، التي أقدم عليها المجلس الجماعي لمدينة أكادير ذو التوجه الإسلامي المتمثلة في تحويله حيا كبيرا بأكادير إلى محمية فلسطينية بتوزيعه 45 إسما فلسطينيا على أهم شوارع هذا الحي، هي إشارة قوية تؤكد مرة أخرى تلاعب الحزب الأغلبي بالمصالح الوطنية للمغاربة، كما تؤكد التهمة الملاصقة للإسلاميين بأن الوطنية لديهم تقترب من الكفر، و بأن الوطنية تبقى لديهم مجرد شعار ظرفي أمام شعارهم الجوهري وهو الأممية الإسلامية التي ترتكز عليها الجمعية الأم أي جماعة الإخوان المسلمين.
فأن يقدم المجلس الجماعي على فلسطنة أكادير بهذا القدر من الضخامة في الأسماء و بهذا الاستفزاز لمشاعرنا الوطنية دون مراعاة لثقافتنا و لهويتنا المغربية يطرح هذا عدة أسئلة تستمد واقعيتها و شرعيتها من بعض الوقائع الإيديولوجية و السياسية لهذا الحزب:
– لماذا هذا التغول و هذا الحماس المفرط لتغيير البنية الثقافية لأكادير و استبدالها بأخرى شرقية فلسطينية؟
– ألم يتلق المجلس الجماعي لأكادير الإشارة الملكية المتمثلة في إرجاع الأسماء اليهودية لملاح مراكش حفاظا على هويته المغربية بعد محاولة مجلسها الإسلامي تغييرها بأسماء فلسطينية؟
– أ ليس ما قام به المجلس الجماعي تحد لهذه الإرادة الملكية و للدستور المغربي الداعية إلى الحفاظ على الهوية الوطنية و على رموزها الثقافية و الحضارية؟
– هل ما صرح به مؤخرا القيادي في العدالة و التنمية السيد حامي الدين بأن “الملكية تعيق التقدم في المغرب” هو امتداد لهذا الفكر الإيديولوحي الذي لا يراعي حرمة لهذا الوطن و لا لتوجهاته التي تجعل منه بلدا متميزا عن الشرق؟
– هل يحتاج المجلس الجماعي لأكادير و غيره من المجالس بالمغرب تذكيره بأن الوطنية المغربية فوق أي اعتبار حزبي أو إيديولوجي أو سياسي، و بأن تميزنا الثقافي و الحضاري هو روح هذا الاستثناء الذي نسميه “الاستثناء المغربي”؟
– أ لا تزخر سوس المناضلة و العالمة باسماء زعماء و علماء و مفكرين و كتاب و شعراء ” الروايس” … تركوا بصماتهم في التاريخ المغربي المعاصر ليلتجأ المجلس البلدي إلى فلسطين ليستورد منها اغلب الأسماء؟؟
أسئلة نذكر بها دوما من لا يراعي مصلحة وطننا المغربي بأننا شعب متميز بثقافته و بحضارته. نذكر بها أولائك الذين سعوا سابقا بكل الوسائل إلى جعل هذا البلد ولاية من الولايات القومية، و نذكر بها هؤلاء الذين يحاولون ( كلما سنحت لهم الفرصة) ربط المغرب بالشرق بتحميله أوزاره، وجعله ولاية من ولاياته الإسلامية سواء الإخوانية أو الاردوكانية، لنذكرهم بأن هذا البلد له خصوصيته التي جعلت أكبر الإمبراطوريات الإسلامية و آخرها الإمبراطورية العثمانية التركية تقف على حدوده و لم تستطع اقتحامه كما اقتحمت سائر البلدان الشرقية و حكمتها.
لنذكر مجلسنا الجماعي اننا لا نعارض تسمية بعض الأزقة بمدينتا و بمدننا بأسماء ترتبط بقضايا انسانية، لكن أن ننسلخ عن وطنيتنا و عن هويتنا المغربية فذاك خط أحمر لا يرضاه أي مغربي غيور على هذا الوطن العزيز.
فرجاء احترموا هويتنا و ثقافتنا فنحن مغاربة أبناء هذا الوطن العريق بثقافته و بحضارته، فمغربنا له هويته المتجذرة في التاريخ و ليس أرضا خلاء يستجدي الآخرين ليدثروه بهوياتهم.
يقول المثل الأمازيغي في هذا الشأن “وانا ئلسان تيملسيت ن ويياض ئحرضيض نيت” أي من لبس لباس غيره فهو في الحقيقة عار.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.