حسن أومريــبط//
عبر العديد من الفنانين الأمازيغيين من خلال اتصالاتهم المتكررة ببيان اليوم عن استيائهم وتذمرهم العميقين من الإهمال واللامبالاة اللذين يجابهان بهما في كل المناسبات، والذي تم تكريسه حسب المشتكين بمناسبة احتفالات الشعب المغرب بالذكرى الغالية للمسيرة الخضراء المظفرة لهذه السنة.
وتساءل الفنان الموسيقي الحسن أنير عن الأسباب الكمينة وراء تجاهل الفنان الأمازيغي بمناسبة هذه الذكرى العظيمة والتي تعتبرها ساكنة كل المناطق الأمازيغية المنتشرة عبر التراب الوطني حدثا بالغ الأهمية لما تجسده من دلالة على لحمة وتماسك كل مكونات الشعب المغربي، وهو الشيء الذي تؤكده العشرات من الأغاني والأناشيد والمقامات الشعرية التي أبدع من خلالها الفنانون والمفكرون والمبدعون الأمازيغ، في تمجيد هذه المناسبة والتغني بحتمية مغربية الصحراء، التي كانت وستضل جزءا لا يتجزأ من كيان الأمة المغربية،الشيء الذي ينعكس إيجابا بالحلة الحمراء والخضراء التي تلبسها بيوت ومساكن الساكنة المغربية الأمازيغية في كل المدن والقرى والمداشر طيلة شهر نونبر من كل سنة تأكيدا منهم لمشاركتهم الطوعية الفعالة سنة 1975 في هذه الملحمة التاريخية الكبرى،يضيف المتحدث،الذي ربط هذا التجاهل غير المفهوم من قبل المسؤولين على البرامج الخاصة بهذا الحدث الوطني الهام بنظيره من قبل المسؤولين على القنوات التلفزية والإذاعية الوطنية الذين ينتهجون النهج ذاته من خلال تقزيم حضور الفن الأمازيغي على هذه القنوات،مستدلا في ذالك بالغياب الكلي للأمازيغية على قناة ميدي 1 تيفي ونسيان أو تناسي الفنان الأمازيغي من قبل برنامج “تغريدة “على القناة الأولى الذي يقدم لكل المغاربة المقيمين داخل الوطن وخارجه،شأنه في ذالك شأن البرنامجين التلفزيين “كيف كنتو وكيف وليتو” و”جزيرة الكنز”اللذين يتجاهلان الفنان والمبدع الأمازيغي علما أن النسبة العليا الخاصة بمشاهدة البرامج التلفزية المغربية من خارج الوطن تكون من المواطنين المغاربة الأمازيغ من مناطق سوس والأطلس والريف،يؤكد الحسن أسرارفي.
من جانبه عبر هشام ماسين الذي يلقب محليا بعموري مبارك الجديد على عدم رضاه إسوة بباقي زملائه الفنانين الشباب الأمازيغ المثقفين على الطريقة التي يتم بها تقديم الفن والإبداع الأمازيغي على القنوات التلفزية الوطنية والتي تقتصر بالمناسبة، يقول ماسين، على “الفاطمتين وعائشة “في تجاهل تام للمئات من الفنانات والفنانين المغاربة الأمازيغ المنتشرين عبر تراب المملكة وخارجها والتي (الطريقة) يقدم بها الفن الأمازيغي كفولكلور ليس إلا، في الوقت الذي ولجت فيه الأغنية الأمازيغية العالمية من خلال إبداعات فنانيها .وأضاف ابن أخت صاحب أغنية “جانفيلي” الشهيرة بأن الهاكا قررت تخصيص نسبة 30 في المائة من برامجها في القنوات الوطنية للفن والثقافة الأمازيغيين ،إلا أن قرارها ظل حبرا على ورق، وبالمقابل،يضيف أخنشي، يتم فيه الاعتماد على منشطين غير أمازيغ لتنشيط برامج القناة الأمازيغية زيادة على جمهور استوديوهات القناة الذي يلعب دور الكومبارس لا غير ،داعيا المسؤولين إلى فسح المجال للطاقات الفنية الأمازيغية الراقية لتغيير الصورة النمطية الفولكلورية البئيسة التي تسوق عبر أثير هذه القنوات للمشاهد المغربي الشغوف بهويته وثقافته المتنوعة .
أما الفنان علي أمنتاك ،فلم يستسغ بدوره ما تعرفه الأغنية الأمازيغية من إقصاء في كل المحافل الوطنية وفي كل المهرجانات التي تنظم ببلادنا والتي يعرف فيها حضور الأغنية الأمازيغية تناقصا صارخا بل غيابا مطلقا في أحايين كثيرة كما هو الحال، لمهرجان الروحانيات بفاس، ومهرجان الجوهرة بالجديدة ،مشيرا إلى التقليص غير المبرر لعدد الفرق الأمازيغية المشاركة في مهرجان موازين من 4 فرق، لما كان يقام في ستة أيام، إلى فرقتين بعد تمديد المدة إلى تسعة أيام(الفاهم يفهم) ،هذا التغييب غير المفهوم طال أيضا المشاركة في مهرجان “تويزا” بطنجة الذي كان في بداياته يسمح لفرقتين للأغنية الأمازيغية لتنشيط فعالياته،قبل أن يتراجع المنظمون على ذالك لتبقى الأغنية الأمازيغية السوسية بالخصوص بطنجة في الأوت، كما هو الحال في مهرجان الصويرة ،في الوقت الذي يتم فيه اكتساح خشبة “تيميتار”بكل أنواع الطيف الفني الوطني والعالمي بداعي الكرم الأمازيغي وحسن الاستقبال والانفتاح على باقي الثقافات التي تتهرب من الانفتاح على ثقافتنا وهويتنا التي هي جزء من كينونتنا يقول أمنتاك.
وفي سياق متصل ،استنكر المشتكون الغياب الكلي للثقافة والفن الأمازيغيين في فعاليات المعرض الدولي “سماب إكسبو” بفرنسا، الذي استدعيت إليه جهة سوس ماسة درعة منتصف هذه السنة، كضيفة شرف والتي جند مسؤوليها كل طاقاتها العقارية والسياحية والاقتصادية لتبرز تمثيليتها الجهوية في الوقت الذي غيبت فيه الثقافة الجهوية ،كما غيبتها قبله وزارة السياحة من خلال معارضها التي تتجاوز الثمانين معرضا في السنة ، لم تشم من خلال فعالياتها، رائحة الفن والثقافة الأمازيغيين، يقول الفنانون الثائرون.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.