أشتوكة : أيت وكمار تجمع سكني من الإسمنت يعاني التهميش والإقصاء والهشاشة
الحسن البوعشراوي//
في (أيت وكمار)، التهميش، الإقصاء، انسداد الآفاق التنموية، الهشاشة …. يوميات تطبع حياة ساكنة اكبر دوار بجماعة وادي الصفاء السهلية التابعة لاقليم اشتوكة ايت باها، فعلى امتداد أزيد من 10 مداشر وأحياء ترزح ساكنة كبيرة يتجاوز تعدادها أزيد من 20 ألف نسمة تحت وطأة عزلة تنموية كئيبة، في غياب مبادرات واقعية تستشرف مستقبلا واضحا لهذه المنطقة التي تشكل احد الأقطاب العمرانية الكبرى بسهل إشتوكة.
فالداخل الى دوار ايت وكمار يصطدم بطريق مهترئة تكشف بجلاء ومند الوهلة الاولى عمق أزمة البنيات التحتية المحلية ، وهي الطريق التي تشكل المنفذ الرئيسي للولوج الى ايت وكمار انطلاقا من جماعة القليعة التابعة لعمالة انزكان ايت ملول ، هذا بالإضافة الى افتقادها للانارة العمومية وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على مستوى امن العابرين لهذه الطريق دون إغفال الرائحة النتنة التي تزكم أنوف المارين من الطريق، جراء البرك الآسنة التي تتجمع بسبب مياه الصرف التي تقذفها المطامير المنزلية القريبة
والواقع البئيس ذاته ، يمتد ليرخي بظلاله الثقيلة على غالبية الأزقة المتواجدة بأحياء ومداشر المنطقة ، وهو الأمر الذي يندر بعواقب بيئية وخيمة في حال عدم تدارك الوضع.
وتكشف ملامح وقسمات وجوه العديد من شباب المنطقة عن صورة من عدم الارتياح لهذا الوضع الذي يمثل الى جانب انعدام فضاءات للتنشيط الثقافي والرياضي وبنيات صحية طبية لتغطية الحاجة الملحة لتقريب الخدمة الصحية من الساكنة التي تتكبد عناء الانتقال الى المراكز المجاورة للتطبيب مع ما يتطلب ذلك من ثقل على مستوى كاهل الاسر الفقيرة والمعوزة والتي تعاني هشاشة واضحة وغيابا لمصادر قارة للدخل ، عناصر مؤثرة ضمن معادلة قاسية تحيط بساكنة هذه الربوع وتمنحهم في بعض الاوقات فرصا للتفكير في الهجرة نحو المناطق المجاورة ، في ظل غياب مؤشرات لحلحلة الوضع وإيجاد بدائل لتصحيحه والاستجابة للمطالب التنموية الملحة.
ومعلوم ان السواد الأعظم من الساكنة المحلية تلتقي للتبضع في سوقين متنافرين ينعقدان مرتين في الاسبوع ، الاول بحي ” العرب ” والثاني على مستوى حي ” ايت باها ” ، وهو ما يشكل تهديدا حقيقا لأمن التجمعات السكنية المحاذية لهذين السوقين أللذين يتطلب الوضع اكثر من اي وقت مضى البحث عن مكان بديل لهما بعيدا عن الساكنة والتجمعات البشرية المقيمة ، فضلا عن الخطر البيئي الذي يمثله مخلفات السوقين.
والظاهر ان السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم وكذا المنتخبين مدعوون الى التدخل الواقعي لأجل حلحلة وضعية ايت وكمار البيئسة والتي تشكل نقطة سوداء على مستوى الاقطاب العمرانية النابضة بالدائرة السهلية بالإقليم، سيما وان أيت وكمار أضحت اليوم مجالا لاستقطاب استثمارات قطاعية من طرف الخواص في مجال السكن والعمران ( عمارات سكنية هائلة”، بيد ان الأمر يصطدم بغياب خدمات ضرورية ترتبط بالبنيات التحتية اللازمة للسكن ( الماء + الكهرباء + التطهير السائل + الطرق ….)
فهل ستتشرف ساكنة المنطقة بزيارة عاملية من طرف العامل ” جمال خلوق ” الذي عهد فيه الجنوح الى القرب الاجتماعي من الساكنة المحلية والاستجابة للمطالب الملحة بواقعية لا تقبل التأخير ؟
…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.