أرگان في الذكرى الأممية الأولى

أزول بريس- الحسن بنضاوش //

بعد صمود شجرة أرگان لقرون، في مجال جغرافي لا ثاني له على البسيطة، متحديا الجفاف والقحط، وسوء التدبير، والرعي الجائر وكل أساليب القطع والابادة من أجل الحطب والنجارة والبناء والتشييد، جاء والاعتراف بالشجرة كتراث لا مادي عالمي كوني، من طرف المنتظم الدولي، ثم إعلان 10 ماي يوم عالمي لشجرة أرگان .
وفي الإحتفال الأول باليوم العالمي لشجرة أرگان، وما له من دلالة ومكانة سيعرف من خلالها العالم شجرة صامدة، توجد في المغرب شمال إفريقيا، بمنطقة محددة جغرافيا (سوس الكبير،صويرة، إحاحان، سيدي إفني، گلميم، ….)، وما تتميز به من مواصفات التحدي والصمود، وفوائد طبية وصحية وغذائية وعلاجية، تزداد مع التجارب واكتشافات يوم بعد يوم إلى درجة أنه أصبح ذهبا ونفط المستقبل .
واعتبارا لكون الشجرة من المغرب، فالاحتفال باليوم الأممي يجب أن يكون مغربيا بامتياز، من خلال التعريف بالشجرة، ومجالها، وطبيعة الساكنة المحيطة به، وكيف تمت المحافظة عليه رغم الظروف الصعبة، وغياب العناية من طرف الدولة، وترك الشجرة تقاوم سوء التدبير المجالي، والحرائق أحيانا، وترامي مافيات العقار على مجالات الشجرة من أجل البناء والاستثمار في العمران على حساب الشجرة .
والذكرى كذلك لا يجب أن يكون شكليا دون أن يحس بها جميع المغاربة بكل فئاته الإجتماعية، ويتملكون فيه الشجرة وسبل المحافظة عليها لأن التحدي الأكبر هو المحافظة على شجرة ذات جذور قوية وتاريخ عريق، تشكل الحضارة والتراث والتاريخ المغربي .
وعن واقع أرگان في ظل الإحتفال باليوم العالمي للشجرة، تراجع مساحة الشجرة أمام إكتساح الأسمنت، والرعي الجائر بالمجال الارگاني، والتحديد الملك الغابوي، وتشتت المؤسسات العاملة في مجال أرگان، وعدم وضوح رؤية السياسة العمومية لدولة في مجال أرگان، أمام ارتفاع الطلب على زيت أرگان ومشتقاته، وتطور استعمالته المختلفة طبيا وصحيا وفي التجميل وغيرها كثير .
وإن كانت مجهودات الدولة ومؤسساتها، والمجتمع المدني والفعاليات الوطنية هي التي حصدت هذه المجهود، وحققت هذه النتيجة، وهذا عمل جبار ووطني يحسب لهم، فإن الغد القريب يتطلب سياسة عمومية موحدة تأخذ بعين الإعتبار المجال الارگاني، والإنسان الأمازيغي إبن بيئة أرگان، من إخلال اشراكه في الإعداد والتنزيل، والعناية الفائقة بالشجرة، والمحافظة عليها، وإيقاف كل السياسات التدميرية والمخربة .
وما أخشاه أن نحصل على الإعتراف الأممي بشجرة أرگان، ونفتح الباب العالمي على مجال أرگان من التعريف، والبحث والتأصيل، ثم نضيع شجرة اخترت كونيا المغرب بلدا ومجالا، وتخسر الرهان ونفقد خاصية عالمية تميزنا وماركة مسجلة أمازيغية مغربية بإمتياز .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد