أدرار في زمن كورونا
لا يختلف واقع أدرار عن بقية جهات المملكة من حيث الإجراءات الاحترازية الوقائية ضد كورونا، وإن كان هناك إختلاف بين وواضح في الثقافة والخصوصية المحلية التي ابان فيها الإنسان الابودراري عن وعي ومسؤولية والتفاعل الإيجابي مع كل الإجراءات وإيمانا منه بدوره في حماية نفسه ووطنه من وباء عالمي يأتي على الأخضر واليابس في البشرية جمعاء .
وأنت ترصد الواقع اليومي في زمن وباء صحي لم يعيش العالم المعاصر مثله رغم حديث من تبقى من الجيل الأول عن مرور أزمات صحية أكثر حدة وضحايا ببعض مناطق أدرار، لن تجد خارج المنزل إلا من دفعته الضرورة القصوى لذلك، ولا مفر من تخطي عتبة الباب لقضاء الأغراض المنزلية أو ما شبه ذلك، في صورة أشبه إلى أيام الأولى من رمضان، إلى درجة تشك أحيانا من وجود السكان في بعض المناطق، خاصة في الفترة الصباحية .
لكن ما يزعج ساكنة أدرار في زمن كورونا، وأمام ما يقدمه الإعلام المرئي والمسموع والوسائط العنكبوتية من أخبار ومستجدات حول عدد المصابين ، والوفيات وجديد الإجراءات تقريبا شبه يومية، الرعاة الرحل الذين عادوا من جهة اداوكنيظيف في بداية توغل نحو جماعة اوكنز من دوار ” ألما” في إتجاه ” امي نتغزوت” إلى ” تيقي” دون أن يحترموا الحجر الصحي وما توليه المرحلة من الحذر الشديد والتزام البيوت .
وفي إنتظار الفرج ، ومرور المرحلة بسلام، ساكنة أدرار في زمن كورونا تقدم دروسا وعبر في التضامن الإجتماعي والمجالي من خلال مبادرات إجتماعية تضامنية بين فئات المجتمع بتنسيق مع السلطة المحلية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني في صورة حضارية إنسانية جسدت خصوصية ابودرار تجاه أخيه وجاره ومنطقته، ورسمت خريطة إيجابية لما بعد كورونا في أدرار ، مع ضرورة التدخل العاجل لحل إشكالية الرعاة الرحل ، والمحافظة وترسيخ قيم الهدوء والسكينة في أدرار التي أحب .
التعليقات مغلقة.