أبو بكر الرازي العالم “المسلم” الذي فتذ وجود الأنبياء

الرازيريناس//

غالبا ما يتشهد بالعديد من العلماء المسلمين القدماء من طرف الإسلاميين والحركات الإسلامية كمشاعيل لما يسمى بالحضارة الإسلامية لإقناع البسطاء أن ألإسلام بنى ذات تاريخ شيئا اسمه الحضارة وعلى أن خروج الأمة عن طريق السلف هو الذي هوى بها إلى المنحدر ،
بيد أن الحقيقة غير ذلك، حيث أغلب علماء المسلمون كانوا يعيشون في معارك طاحنة مع الأصوليين والمتشددين، الذين كان لديهم خصومة مع العلم والفلسفة والمنطق والرياضيات، واعتبروها ضرباً من ضروب الزندقة والكفر الذي يجب استئصاله؛ تماما كما هي الوضعية الآن مع المثقفين المتنورين، وسنخصص هذه الزاوية كل أسبوع لأحد هؤلاء المتهمين بالزندقة إبان فترة ما يسمىب ” الحضارة الإسلامية” اليوم أبو بكر الرازي

مُنكر النبوّات (المسلم): الرازي ليس عربيا بل فارسيا

ولد “أبو بكر الرازى” نحو سنة (250ﻫ = 864م) بمدينة “الرى” بإيران حاليًّا، وبدأ فى طلب العلم فى سن مبكرة فدرس الرياضيات والفلك والكيمياء، والمنطق، وعرف منذ صغره بالذكاء والنبوغ والتفوق، فكان يحفظ كل ما يقرؤه أو يسمعه بسرعة مذهلة !!
و لما بلغ الثلاثين من عمره رحل إلى مدينة “بغداد” عاصمة العلوم والثقافة حينئذٍ، فدرس الكيمياء، والفلسفة، لكنه اهتم كثيرًا بدراسة الطب، وكان أستاذه في هذا المجال الطبيب “أبو الحسن على بن سهل الطبري”، وظل “الرازى” فى “بغداد” ينهل العلم من نبعه الصافى ومورده العذب حتى عاد إلى بلده مرة ثانية فأسند إليه رئاسة “بيمارستان”  (مستشفى) مدينة “الري”، ولم تمر على “الرازى” فى هذا المنصب الكبير فترة طويلة حتى بلغت شهرته الآفاق، فاستدعاه الخليفة العباسى “عضد الدولة بن بويه” إلى “بغداد”، وأسند إليه رئاسة “البيمارستان العضدى” فأداره بمهارة واقتدار .

يعتبر أبو بكـر الرازي من أهم العلماء الذي يتفاخر بهم الإسلاميّون اليوم. ويصفونه بأبي علم الطب، وحلقة الوصل بين الطب القديم والطب الحديث.
ولكن التاريخ يؤكّد أن الرازي كان معارضاً صريحاً للنبـوّة، وكان يتناول مفهوم الوحي باستخفاف شديد، وألّف كتاب “مخاريق الأنبياء” الذي ينفي فيه تماماً وجود الأنبياء، ويعتبر العقل والمنطق الطريق الوحيد ليصل الإنسان إلى الله وليس النبوّات أو الوحي.
كانت أفكاره سبباً جوهرياً في انتشار كراهيّته بين أوساط المسلمين، الرازيفاشتهر بأنه زنديق وكفّـره الأصوليّون. دفع الرازي ثمناً غالياً مقابل آرائه وبقيت أعماله في طيّ النسيان، حتى عادت للظهور مرّة أخرى بسبب إعجاب الغرب الشديد به، واعتبار كتبه في عداد أهم الركائز العلمية والفلسفية للتنوير الأوروبي. فأعجب به المسلمون وركّز بعضهم على إنجازاته، ودمجها في إطار نهضة الحضارة الإسلامية، متجاهلاً نفيه لنبوّة محمد.

في نهاية عمره، يقال إن الرازي فقد بصره، فعايره خصومه وكارهوه بأنه تلقى العقاب الإلهي العادل.

تعليق 1
  1. محمد يقول

    ليس هناك أدلة من كتب المعاصرين القدامى المختصة بعلوم الرجال تدعي بإلحاد أو زندقة أبو بكر الرازي، أما في العصر الحديث فقد ظهرت عدة ادعاءات بكونه كان ملحدا بحجة انه كان له مؤلفات ناقدة للأديان والأنبياء، وفي الغالب تعد تلك المؤلفات ملفقة، حيث أن المؤلفات المنسوبة إليه تحت مسميات «مخارق الانبياء» و«حيل المتنبيين» و«نقض الأديان» غير معروفة بمصنفاته، وغالباً ما تم تلفيق تلك العناوين له من قبل المستشرقين، حيث أن أشهر كتبه مثل «إن للعبد خالقا» و«طبقات الأبصار» و«الطب الروحاني» تؤكد إسلامه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد