آل بايري بإنزكان أسرة فنية أمازيغية..يمارسون الفن بأصوله وأخلاقه
أسرة بايري، أسرة فنية تتكون من الأب (المعلم احمد أوعيسى) ينحدر من قبيلة أولاد جرار نواحي مدينة تزنيت ، ومن الأم (الحاجة التالية) ابنة أحد شيوخ دوار تعميريت بالتسمية ضواحي مدينة إنزكان، و 6 أبناء، يمتهنون الفن وأصوله وأخلاقه بالفطرة والموهبة والتكوين.
تميز الأبوان بمواهب فنية متعددة ،خاصة الوالد الذي شغل منصب قائد لفرقة عيساوة بإنزكان وكذلك من مريدي الزاوية الدرقاوية . فبعد سنوات من النضال ضد المستعمر تفرغ للتجارة والفن ، فكان رحمه الله يجيد العديد من الفنون ، ويساهم في موسم عيساوة وعدة مواسم (إسمكان ، تيماعزّاتين ، درقاوة …)
الوالدة لم تكن بعيدة عن هذه الأجواء بل شكلت دعما للزوج الأب ، فكانت حاضنة عاطفية وحميمية للأبناء والبنات . في هذا الجو الأسري الفني تربى وترعرع ثلاث أبناء يشكلون اليوم رموزا فنية في أشهر المجموعات الموسيقية والغنائية في سوس وفي المغرب وكذا على الصعيد الدولي.
- محمد بايري : أحد مؤسسي مجموعة “لقدام” ومجموعة ” إزنزارن ” ومؤلف موسيقي وضابط إيقاع متميز، خريج المعهد الموسيقي وأحد أساتذته ، معد مشاريع ثقافية وموسيقية، من مؤلفي كتاب “أزاوان الحاج بلعيد ” مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، شغل أيضا منصب مدير فني للعديد من المهرجانات الجهوية (مهرجان تايوغت، مهرجان إسمكان سوس ، مهرجان تاوادا ، مهرجان المهاجر ،ملتقى كناوة، المهرجان الوطني للروايس…) وعضو نشيط بأول صالون أدبي بإنزكان.
- حسن بايري : أحد أعمدة مجموعة ازنزارن . يعتبر هذا الفنان أول من وظف الزمن المضاد contre temps في موسيقى المجموعات فكان ذلك قيمة مضافة للفن الأمازيغي ، برزت موهبته وتفرده بما سبق ذكره عند التحاقه بمجموعة لقدام التي وفرت له فضاء الإبداع والتألق في عالم الموسيقى ، وبعد تجربة قصيرة مع هذه المجموعة ، التحق بإكوت عبد الهادي وباقي أعضاء المجموعة ليؤسسوا “ازنزارن”. ضابط إيقاع متميز، وروح المجموعة، وصاحب إيقاعاتها الكناوية والعيساوية ورمز استقرارها وهدوئها ويتقن أيضا اللعب بالقراقب، عرف الفنان ” حسن بايري ” في الوسط الفني بوقفته السامقة والصارمة فوق الخشبة، وبقربه الدائم من العازف ” إكوت عبد الهادي ” وهو أكثر العناصر بعدا عما تتعرض له المجموعة في مسيرتها من مشاكل . فنان صموت وخلوق ولكنه في نفس الوقت بركان فني داخلي هادر وهادئ. يتقن هذا الفنان صناعة الآلات الموسيقية الجلدية والوترية ويتقن أيضا صناعة الألبسة والأقنعة الفنية ، فكانت لمسته بارزة في عدة أعمال ” كالكرنفالات ” التي تعرفها المدينة التي ترعرع فيها ، وأيضا بعض الأعمال السينمائية كفيلم ” زرايفا ” . وكانت له أيضا بصمة خاصة خلال مروره بمجموعة “إكيدار”.
- إبراهيم بايري : عضو في مجموعة ” إعزراي ” ومجموعة ” تايوغت ” وأخيرا مجموعة ” إزنزارن “التي اقتنعت بمستواه الفني لتعويض مولاي إبراهيم بعد مغادرته المجموعة ، يجمع بين ضبط الإيقاع على ألات متعددة والانضباط الفني فوق الخشبة وكذلك التفاعل الحيوي مع رسالة المجموعة.
- عبد الله بايري : كان من مؤسسي إحدى المجموعات الموسيقية فور وصوله للديار البلجيكية حيث أحيى معها عدة سهرات على التراب البلجيكي ، ولكن غادرها بعد ذلك لظروف عمله آنذاك التي حالت دون تمكنه من التوفيق بين الإثنين.
- عمر بايري : عضو بالفرقة النحاسية للمدينة ، وعضو بفرقة الدقايقية العصرية التي يترأسها الفنان ” الرايس التيجاني ” السينيغالي الأصل بفرنسا.
- سعيد بايري : وهو آخر العنقود كما يقال ، لم يسلم من تأثير الإخوة عليه ، يعتبر عضوا مؤسسا لتجربة الصالون الأدبي بالمدينة ، فاعل جمعوي ساهم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والأدبية في مجموعة من الأعمال الفنية ، شارك جمعية ” تايوغت ” في التسيير المالي والإداري لدورات مهرجان تايوغت.
أسرة “بايري” بإنزكان أنشأت هوية الفن الأمازيغي الملتزم وأسست أغلب المجموعات ، فقد كان بيت الأسرة مقر لمختلف الفنانين والمجموعات الفنية بشهادة كل من مر به. حسن بايري كان وما يزال علامة لأسرة ذات تاريخ فني كبير بإنزكان اندمج فيها الفن الأمازيغي الملتزم مع مكونات الهوية الفنية المغربية المتعددة الروافد .
أسرة ” بايري ” لا تقل أهمية وقيمة عن أي أسرة فنية مغربية تم تكريمها ودعمها والاعتراف بدورها التاريخي، فقد قدمت الأسرة للفن المغربي وللمغرب ككل خدمات جليلة وساهمت في تماسك الهوية المغربية عبر الفن . مسار الأسرة يحتاج إلى التفاتة اعتراف وتكريم حقيقية (فأين) القطاع الوصي؟ وأين الغيورين على الفن؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.