يوسف غريب للفزازي : أنت مفلس بقوة الحديث الشريف

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النّار “

تذكرت هذا الحديث الصحيح لسيد المرسلين وأنا أتابع شريط فيديو تدعوا فيه الله بأن يسلّط وباء كورونا الخبيث على أخ مسلم يتقاسم معك الوطن…بل طالبت من الآخرين أن يشاركوا معك هذا الدّعاء عبر التفاعل معك بقولهم ءامين.. لأجد في هذا السند الصحيح ما يجعلكم مفلسين يوم القيامة.. لا لأنّك شتتمت وقذفت في الشخص.. بل الأخطر أنْك بدعائك الغير المستجاب قاصداً الموت بالإتيان بمسبباته… وأجزم أنك لوعرفت أن وفيات الوباء هم شهداء.. كما جاء في الحديث. لأن الصابر فيه كالصابر في الزحف.. لسكتت… لكن تعمى القلوب التى في الصدور

لتجد نفسك وبهذا الوضع الاعتباري كفقيه وعالم وواعظ ووو… قد نويت الدّعاء عليه.. فتكون نيتك الغير السليمة دعاءاً له كشهيد مأوآه الجنة كما وعد الرْحمن..

هذه نيتك العوجاء وعلى فطرتها.. والتي لم تستطع كل مراجعك الفقهية ومراجعتك الفكرية( كماقيل).. أن يغير من حقدها البغيض اتجاه من يخالفها الرأي.. علماً أن ديننا الحنيف بعيد عن مثل هذا السلوك العدواني اتجاه الأعداء فكيف بخصم سياسي أو فكري تتقاسم معه أخوّة الإسلام والوطن..ولنا في رسولنا الأعظم الكثير من الأمثلة منها..إذ كان يفتح يديه ويبتهل إلى ربّه ( اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون..).. إلى قال في الرّد على إساءة الأعداء إليه.. «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا»

ما جدوى معارفك الفقهية والدينية اذا لم تستطع أن تلجمّ لسانك…كي لا تدعوا للناس بالموت.. وما مصداقية ما تبشر به من مواعظ ونصائح وأنت بهذه الضغينة وغلظة القلب..

وهذا أخطر ما في الأمر هو هذه الصورة التسويقية معالم وفقيه متضلع في العلوم الشرعية وأحد الأئمة الذين صعدوا المنبر أمام أمير المؤمنين ويدعوا أحد رعاياه بوباء كورونا.. وعاهلنا ضحّى باقتصاد الوطن من أجل حماية شعبه..

الخطورة هذا اللبس بين الشكل التديني البارز.. وبين هذا الموقف العدائي المقيت الذي لا ينتمي إلى إسلامنا الحنيف. بالمرّة.. بل هو تشويه للمبادئ الإنسانية العامة لديننا كما تربّينا عليه يختزله هذا الحديث الشريف ( (حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ.)..

هكذا تربّينا في هذا البلد الآمن من مثل هذه الشرور على يد فقائهنا الأجلاّء وخاصة عند رفع دعواتنا إلى الله سبحانه أن يكون القصد لمافيه خير لنفسك وغيرك من الأنفس عامّة.. وهو الدّعاء المستجاب عند أرحم الراحمين بعباده..

وهو المرفوع إلى الله منذ بداية هذه الجائحة من طرف أشياخنا الأجلاّء الكرام وفي خلوة تامْة خالصين لله الواحد الأوحد..وبدون ضجة أو إشهار..

أما كان لك أن تدعوا للمغاربة وللبشرية جمعاء برفع هذا الوباء العالمي.. و التخفيف من آثاره.. أم أن المسوح لا يصنع الراهب.. كما يقال..

وهي المناسبة للترحم على موتانا وموتى الأنفس البشرية باختلاف ألسنتهم ولونهم وعقائدهم

وأن يسرع بشفاء المصابين منّا ومن الآخرين..

ونشكر ه على شفاء وزيرنا الاستاذ عمارة إلى جانب المحامي الحقوقي الاستاذ لحبيب حاجي..

ونذّكر البعض بالقول :

الفحم لن يتغيّر لونه إلى بياض.. ولو غسلته مئات المرات.

يوسف غريب


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading