” هي لائحة أسماء بمثابة رسالة تنسجم والقناعة المذهبية للفريق المدبر للشأن المحلي… و واهم من يعتقد أن الأمر إلهاء عن قضايا خدماتية أهم بكثير من أسماء الشوارع… أبدا نحن أمام قرار بلدي له تأثير حول مستقبل المدينة والوطن بتحويل إلى عنوان أخر ضمن أجندة تشتغل على قومجية إسلاموية بمفهومها الإخواني… و غير بعيد ما زال أطر بالمدينة وأحد نوابها فاعلة ونشيطة ضمن الهيئات الدولية المكلفة بإعادة إعمار غزة… و بموقع جد متقدم في تأطير كل سفن الحرية التي ذهبت لفك الحصار على قطاع غزة طبعا بقيادة تركيا ..لماذا غزة وحدها دون بقية الأراضي الفلسطينية. “”
هو مقتطف من مقال سابق كتبته على هامش تسمية أزقة حي القدس بالمدينة آنذاك… وقد كان لبعض الإخوة ملاحظات حول ربط الموضوع بالأجنذة الإخوانية حد اتهامي بالمبالغة والتضخيم… ولم تنته السنة حتى جييء بقيادي من نفس الجماعة الذي اعتبر دعم حركة حماس من أوجب واجبات الفرد باعتبارها شرف الأمة وان من يقاومها أو يحجبها فهو خائن…
نعم بهذا التصنيف يمكن اعتبار من كان له موقف مغاير من غزونة حي القدس بتلك الأسماء بمثابة خونة حسب هذه الداعية…وفي عقر الدار بقاعة ابراهيم الراضي بالمدينة وبحضور ممثلي السكان وهو يحاضر في موضوع تكوين القيادات الميدانية مما جعل من هذا التصنيف المقحم حسب السياق العام للمحاضرة أن يأخد طابع إرسال رسالة إلى جهات متعددة تشتغل على تحويل المدينة إلى قاعدة خلفية للفكر الإخواني الحالم بعودة الخلافة الإسلامية بمفهومها العثماني والتي تعتبر حماس شرف هذه الأمة وغزونة حي القدس عنوان لبدايتها…بمحو الهويات الوطنية وذاكراتها وهذا بالفعل ما جعل نرفض وبالمطلق هذا الطمس والتشويه الذي يطال أعلامنا المحلية والجهوية والانتصار إلى ذاكرتنا المشتركة في هذا الوطن دون أن يعني ذلك أيتها الداعية بأننا نعادي ونخون القضية الفلسطينية…
أبدا فالإختلاف مع مشروعكم ذي الطبيعة القومجية الإسلاموية الذي خندق القضية الفلسطينية ضمن ثنائية الصراع بين اليهود والمسلمين بينما هي في الحقيقة صراع بين الحركات التحررية والحركة الصهيونية وهي بهذا المعنى نعتبرها القضية العادلة والمركزية لكل أحرار العالم باختلاف قناعاتهم الفكرية ومعتقداتهم الدينية…. بهذا الأفق أيضا نناصر جميع الفصائل الفلسطينية التي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية ممثلها الشرعي والوحيد ومن حقنا أن نصنف من يعاكسنا الرأي في خانة الخونة لهذه القضية العادلة بل ونعتبر من يساهم في تشتيت الرأي والموقف الداخلي الفلسطيني يساهم من حيث لا يدري / أو يدري بتشجيع غرطسة الدولة الصهيونية ويأخذ القضية إلى عنوان ضيق الأفق… و يشتت جهود الدول المناصرة لهذه القضية….وهو أسلوب معهود في التيار الإخواني عبرجغرافيات هذا الوطن الممتد من الخليج إلى المحيط… مقتصراً على الجانب المتعلق بالقضية الوطنية وتصريحك بالصوت والصورة على أن لا نجبر أحدا على الوحدة مع الوطن الأم.. وسقْت مثالا على ذلك بما سميته بالشعب الصحراوي والمقارنة مع الأكراد… مؤكدا على حق تقرير المصير… كان ذلك سنة أواسط 2011…. بداية ما سمي بالربيع العربي بمخططها الذي أعد سلفا في كواليس مشبوهة لزعزعة استقراربعض البلدان العربية…. وكيف صمت عن هذا الموقف المعادي لوطني أكثر من خمس سنوات لتتراجع عنه آواخر 2016 بعد تبين لكم فشل المشروع والذي تحول إلى الخريف العربي حسب خطاب ملك البلاد في اللقاء المغربي /الخليجي..
.بهذه المواقف المتذبذبة من قضيتنا الوطنية نعتبر أن مشروعك الذي تدعوا إليه عبر استغلال العاطفة الدينية لا يروم إلا إثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد كما في فلسطين… كما في أكادير وبوقاحة قل نظيرها وانت توزع صكوك الوطنية والخيانة وسط مدينة قدمت شابا شهيدا للقضية الفلسطينية حتى قبل أن تسوقك تلك القنوات الفضائية المكشوفة حاليا…
لذلك نؤكد أن مجيئك وبهذه الفخفخة والأبهة إلى حدود العجرفة أنسى من استقدموك وبأسلوب التقية أن يذكروك بأن قدميك في منطقة سوس سمة مشايخها الأجلاء ومنذ قرون حين يدعون إلى الله يفعلون ذلك بالكثير من الموعظة الحسنة وبالطيب من الكلام… و بالكثير.. الكثير من التواضع والزهد ولا يبغون الا الأجر من الله بعيدين عن بيع تذاكر المحاضرة والتكوين لنفخ ارصدتهم البنكية…
نعم…هم مشايخنا بكل هذه الصفات عز شرفنا وقوة حصن هذا الوطن لأي تمذْهُبٍ دخيل.
انتهى الكلام…يوسف غريب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.