ورززات :الحسين الوردي يسلط الضوء على السياسة الدوائية في المغرب ويدعو كل رفاقه إلى العمل على إنجاح المؤتمر المقبل للحزب

//حسن أومريــبط//

أكد البروفيسور الحسين الوردي،عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الصحة أن المؤتمر التاسع لحزبه المزمع عقده نهاية شهر مايو الجاري بداية يونيو المقبل يأتي في خضم سياقات ثلاث،إقليم ووطني ومغاربي،عربي.فالأول،يقول الوردي،يكمن في الدور الريادي الذي يقوم به رفيقه عبدالله حينتي، برلماني الحزب عن إقليم ورززات، والذي يصل النهار بالليل من أجل الوقوف على مختلف الاختلالات وعلى كل المشاكل والإكراهات التي تؤرق بال آهالي ورززات ،الشيء الذي حمسه لمشاركته همومه وهموم ساكنة إقليمه،في إطار سياسة القرب،والسياق الثاني كون حزبه قرر المشاركة في الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية ،بعد أن حضي قرار المشاركة بإجماع أعضاء اللجنة المركزية للحزب ،والتي تعتبر أعلى هيئة تقريرية لشؤون تنظيمه ،وقرار المشاركة هذا، أملته العديد من الظروف ،أهمها تعزيز وتطويرالديموقراطية والحفاظ على أمن واستقرار البلاد الذين يعتبران مصدر افتخار المغرب ،كما يتوخى من مشاركة الحزب في الحكومة الحالية، تكريس دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية .

ورززات 02الحسين الوردي

أما السياق المغاربي والعربي يتجلى في طبيعة العلاقة التي تربط المغرب بإخوانه المغاربيين والعرب في ظل ما تشهده الساحة العربية من حراك ومن غليان،شكل فيها المغرب الاستثناء ،والنقطة الثانية،يضيف الوردي، هو سعينا كمناضلين في صفوف هذا الحزب التاريخي العريق للحفاط على المباديء الأساسية التي أسس عليها هذا الحزب وهي الديمقراطية والتقدمية والحداثة ،لذالك فحزب التقدم والاشتراكية اتخذ موقفه بالمشاركة في تدبير شؤون البلاد باستقلالية تامة ابتغاء الحفاظ على مكتسبات الشعب المغربي الاجتماعية والحقوقية والدفاع على حقوق الطبقات المعوزة والفقيرة،ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، بعيدا عن الحسابات والمزايدات السياسوية الضيقة  .

أما فيما يخص السياسة الصحية بالبلاد،يتابع المتحدث،ومن باب الانصاف ولكي لا نبخس المنجزات في هذا الباب من اوراش إصلاحية ومن مبادرات ،ارتأينا كمسؤول أول على القطاع العمل على تتميم هذه المشاريع بأفكار جديدة وبرؤية تدبيرية تختلف عن سابقاتها بهدف إصلاح هذه المنظومة التي تعرف عدة إكراهات واختلالات معقدة على المستويين البنيوي والهيكلي ،لذالك قررنا القطع مع سياسة الترقيع وسياسة التجميل الخارجي،لأن إصلاح القطاع يتطلب اتخاذ إجراءات عميقة وجوهرية تمس جوهر المشكل وقرارات جريئة  كما تتطلب فتح أوراش كبرى بالرغم من كونها ستتطلب وقتا كبيرا وستنزف على إثرها القوى والإمكانيات المادية الضخمة، إلا أنها ستستفيد منها الأجيال القادمة ،ولذالك،يضيف الوزير الوصي على القطاع ،أمضينا في هذا الاتجاه رغم المقاومة الشرسة التي تعترضنا من الجهات المتضررة من السياسة الإصلاحية ،ولكن هذا لن يثنينا،يقول الوردي، على مواصلة الإصلاحات وعلى استئصال مكامن الخلل في القطاع.

وإصلاحنا للسياسة الدوائية لخير دليل على صواب مخططاتنا التغييرية الإيجابية والتي خففت من معاناة المواطنين خاصة منهم المصابين بأمراض مزمنة التي تستنزف إمكانياتهم المادية جراء غلاء هذه المادة وتتطلب منهم  نفقات إضافية .وقد تنفس المواطنون الصعداء جراء هذه التطورات الإيجابية التي تعرفها السياسة الدوائية والتي ستعرف المزيد من التقليص في أثمنة الأدوية بحلول يوم 8 يونيو المقبل حيث سيصل عدد أنواع الأدوية التي خضعت أثمنتها للتقليص إلى 1600 نوع ،وساق الوزير أمثلة على حجم التقليص وأهميته،حيث يصل النقصان في الأثمنة في أحايين كثيرة  إلى ثلاثة أرباع الثمن الحالي،وهذا إنجاز في حده يصب في مصلحة المواطنات والمواطنين وخاصة منهم الذين تحامل عليهم الفقر والمرض..وتركيزنا على إصلاح السياسة الدوائية‘يقول الوزير، يهدف إلى استفادة المواطن بشكل مباشر لكون الدواء يشكل القسط الأكبر في عمليتي المعالجة والتطبيب .

ملف استثمار الخواص في المصحات الخصوصية ،كان حاضرا في كلمة الحسين الوردي والذي قدم للحاضرين الذين غصت بهم القاعة الكبرى بأحد الفنادق بورززات ،توضيحات دقيقة حول الموضوع لرفع اللبس وتكديب الإشاعات موضحا الإضافة النوعية التي سيعطيها هذا الموضوع للقطاع مؤكدا على أهمية المنافسة في تكسير الأثمنة وفي تجويد الخدمات الصحية وفي تطوير القطاع والتخفيف على القطاع العام.

من جانبه،وخلال هذا اللقاء التواصلي مع الساكنة، المنظم في افتتاحية أشغال المؤتمر الإقليمي لورززات المخصص لتجديد أعضاء المكتب الإقليمي وتحديد منتدبات ومنتدبي المؤتمر الوطني للحزب، أكد عبد الجليل زايد،عضو اللجنة المركزية للحزب والكاتب الإقليمي لورززات على أن وظيفة حزبه المحورية تتشكل في النضال من أجل قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وهذا ما يمنحه التأصل الفكري باعتباره مؤسسة للدفاع عن المهضومة حقوقهم طبقيا واجتماعيا وثقافيا ومجاليا.ولهذا، يضيف المسؤول الإقليمي، فإن ظرفية تنظيم المؤتمر الوطني للحزب ترتبط برلمانيا بتشكيل فريق متجانس ومتماسك بشكل كبير يسهل معه التفاعل الإيجابي مع مكوناته ومع المواطنات والمواطنين ويساهم في عمله الدؤوب على تنزيل القوانين المنظمة للحياة اليومية للمواطنات والمواطنين .وذكر عبدالجليل زايد بالمعاناة اليومية لساكنة إقليم ورززات التي يعاني من ويلات قساوة الطبيعة حيث جفاء المنطقة وقلة التساقطات وشح الموارد المائية،لما لذالك من تهديد للأحواض المائية وللواحات وساكنتها ،أما الشق الاقتصادي،يقول زايد، فهو بدوره يعرف تراجعا مهولا للأنشطة السياحية والسينمائية مما يكرس تفاقم البطالة وتهديد متزايد بانتشار الهشاشة الاجتماعية الشيء الذي يحتم على الحكومة بلورة استراتيجية تدخلية علاجية فورية لاتقبل الانتظار أو التأجيل، في هذه الربوع…كما تطرق المتدخل إلى المشاكل المتعلقة بقطاعات التعليم حيث قلة البنيات التحتية وهول الخصاص من الأطر التعليمية وتفاقم ظاهرة الأقسام المشتركة في التعليم الابتدائي  مما يحتم إيلاء اهمية قصوى من طرف المسؤولين على القطاع ومن خلال الورش الإصلاحي الذي تنكب عليه  الوزارة الوصية بعد الخطاب الملكي الأخير وبعد اتضاح فشل وتأخر المنظومة التعليمية بالبلاد، لهذه المشاكل التي تحد من إرادات الطاقات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة .وما يقال عن التعليم يضيف زايد ،يقال عن التكوين المهني الذي يعيش في ورززات على إيقاع محدودية التخصصات وقلة الشعب .كما أشار إلى محدودية مساهمة مشروع الطاقات المتجددة في تشغيل الشباب ،شأنه في ذالك شأن قطاع البناء الذي عرف تأخرا كبيرا في الآونة الأخيرة  .

واختتم الكاتب الإقليمي كلمته بتقديمه لشكر خاص للبروفيسور الوردي على المجهودات الاستثنائية التي يقدمها في الحكومة وعلى مبادراته القوية التي قام بها، كما هنأه على حصوله على شهادة التميز المهني، مكافأة له واعترافا له بالخدمات الجليلة التي يسديها بإصرار وتجرد لأبناء بلده ولفتحه لملفات كانت بمثابة جمرات محرقة لم يجرؤ أحد من قبله إلى إثارتها بالنظر لحساسيتها الكبيرة .

 اللقاء ،أعطيت فيه الكلمة للشباب في شخص كاتبة الفرع المحلي للشبيبة الاشتراكية، مريم بويمجان ،التي استطاعت وبلغة سليمة وبتناسق كبير للأفكار،أن تشرح الوضعية بالإقليم بدء بالأزمة التي يعيش عليها  التعليم الجامعي بورززات من نقص حاد في التخصصات ومن خصاص مهول في المدرسين الذين تتشكل قاعدتهم الأساسية من أساتذة زائرين ومن متعاقدين الشيء الذي يؤثر سلبا على العطاء وعلى السير العادي للدراسة الجامعية بورززات ،كما استنكرت الشابة غياب دور للسينما وقاعات للمسرح في المدينة التي تعتبر هوليود إفريقيا . الشابة التي تفاعل الجميع مع كلمتها وتجاوب معها وضعت كذالك الأصبع على مكامن الخلل وأثارت العديد من المشاكل التي تعاني منها ساكنة ورززات بشكل عام وشباب المنطقة بشكل خاص.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading