ابراهيم الدردوخي :
تفاديا للمجاسر واستعمال لغة لم يفهمها الكثيرون أقدمت بعض البرامج واللقاءات التواصلية للحديث عن اللغة الفصيحة بنظيرتها العامية أو (الدارجة) بغية أن يتكلم الكل ويفهم.كما تتوالى الصراعات حول تقديم مخطط جديد يرنو الى استعمال الدارجة المغربية لغة للتدريس حتى يستطيع التلميذ أن يستوعب ما يمليه ويلقيه عليه مدرسه بل وان اقتضى الحال أن يكتب بها ابداعته اللغوية مستقبلا ولعل هذا ما يبشر باصلاح تربوي اخر بعد توالي الخطب حول اصلاح المنظومة التعليمية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بالمزج بين اللغتين معا بالرغم من الواحدة منهما تكمل الأخرى من الناحية التعبيرية فالأمر ليس بالهين ولا يمكن تقبله بهذه الطريقة العشوائية لأنه أمر مقرف يفتقر الى سيكولوجية بناء اللغة وبلورتها في شكل هندسي محكم الثوابت والقواعد الأصلية.
ويصرح عبد القادر الفاسي الفهري العالم اللساني الكبير والباحث الدولي في التخطيط اللغوي أن اختيار العامية (الشعبية) مكان الفصحى جاء انكسارا تدريجيا ليس الا للغة العربية عامة كما أن الفكرة جاءت في وقت يفترض فيه أن نكون مؤهلين لكسب ثقة الفصاحة عوض الدارجة حتى لا نكون أنفسنا في عش قوم يستعين باللغة العشوائية في ترتيب أوامره وهو الأمر الذي يصير نوعا ما ملتبس الغموض في بعض التقارير التي أصرت كل الاصرار على التعامل باللغة العامية في مقابل الفصيحة والتي تزامنتها قواعد محترمة من خلالها تنظم أحاديث الأمة.
ومن جهة أخرى وفي حوار تواصلي مع أسياد اللغة العربية يشير عبد الله العروي الى أن اللغة العربية قطعت أشواط صعبة لتأتينا اليوم صلاحا للصور التي دافعنا عنها حتى اللحظة هاته اذ لا يمكن حزمتها بهذه السرعة الترموانية وتبديلها بأخرى(العامية)علاوة على أن الحال اليوم يبدو ملائما لتلاطمات الواقع وأن الدارجة يرغب ويرحب بها الكثير خلافا للفصيحة الصعبة ولو أن الهشاشة تبدو في أنظار الكل الا أن اللغة الفصيحة جاءتنا رهينة بالتاريخ البشري منذ قرون نكتب بها وندون بها تواريخ أسياد الناطقين بها في حروب حملت لواء استعمال الفصيحة دون معرفة العامية.
وفي قولب توجهي معارض للرأي هذا يشير نوالدين عيوش الى أن استعمال الدارجة لغة التدريس اليومية جاء مخططا وصائبا في اتخاذ قرار مناسب من أجل أن يتوازن الكل وتصبح المكتسبات اللغوية يتعلمها الكثير ويفهم القصد منها متخذا مسعى تحطيم اللغة العربية وهدمها بتبنيها بأطروحاته الفرنكفونية.
التعليقات مغلقة.