عبد الرحيم كجيج//
حينما نربط مفهوم الشباب بالسياسة، يتطلب اﻷمر منا نقاشا عميقا و واقعي سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني، ﻷنه بكل بساطة كلاها وجه لعملة واحدة في دولة ديمقراطية.
لكن و للأسف ببلادنا نعاني من أزمة قيم في الميدان السياسي، التي نتج عنها عزوف الشباب لهذا القطاع، و هذا أمر راجع إلى عدة معطيات في مقدمتها غياب ديمقراطيين يسعون إلى حل المعادلة السياسية بالمغرب.
فلنعترف و بكل جدية، لكي تكون شاب وسياسي في نفس اﻷن، يتطلب من المرء الخضوع و الخنوع لقياديي اﻷحزاب السياسية بالمغرب، وهذا أمر راجع إلى غياب مفهوم المواطنة و المسؤولية.
فعلى الورق، دستور 2011 أعطى لشباب صلاحيات و إمتيازات للمشاركة و المساهمة في حل المعادلة السياسية المعقدة منذ مهد الاستقلال الشكلي، لكن و لﻷسف على أرض الواقع مانعيشه يعكس مانسعى له، ومن هنا أول مايتبادر لذهني ما محل المجلس الوطني لشباب من اﻹعراب في هذه المعادلة المعقدة؟
ومنه وجب اﻹعتراف، أن من يتحمل مسؤولية هذا العزوف هم اﻷحزاب السياسية بالدرجة اﻷولى، نظرا لغياب تنضيم تظاهرات و دورات تكوينة تعالج هذه اﻷزمة من جهة، و من جهة أخرى يجب أن نعترف و بكل موضوعية أن تملص الشباب من المسؤولية يعتبر سببا رئيسيا.
فلنكن منطقيين و ننظر لﻷشياء بواقعية، نحتاج إلى أحزاب ديمقراطية و وطنية لحل هذه اﻷزمة، ﻷنه بكل بساطة لا أريد أن أكون إبن فلان حتى يتسنى لي أن أصبح ممثلا لشباب، سواء في اللائحة الوطني أو في تظاهرات دولية، ﻷنه بكل بساطة الشباب عمود الوطن و جزأ لا يتجزأ منه.
وفي الختام، هل لنا من الجرأة ما يكفي سواء كشباب أو أحزاب، لﻹعتراف بما نعيشه؟ و هل لنا مايكفي من المسؤولية لفتح نقاش عميق في هذا اﻹيطار لحل أزمة عزوف الشباب من السياسة؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.