وآآ معتز مطر :اللّه فاضح أيضاً

أزول بريس – يوسف الغريب //

لا أنكر بأنّي عدت إلى حلقاتك ايها المعتزّ بغير اللهّ لأعبٍر لك عن إعجابي بهذا الإخراج صوتا وصورة مع ما يصاحب ذلك من تأثيرات موسيقية مناسبة وإنارة ذات تأثير فعّال وقويّ على المتتبع البسيط.. في مشهد هوليدي بكل المقاييس حدّ أن اختيارك لأداء هذا الدور لم يكن اعتباطيا.. فملكة الصوت والمتناغمة مع قسمات الوجه وحركية اليد .. تقنع من لا يقنع..
كل شيئ فيك باهر ومثير هندامك وتسريحة الشعر.. إلاّ عيناك ( الله فاضح) .

عيناك.. تعطي اليقين بأنك جزء من هذا اللوجستيك الإعلامي الضخم الذي تمّ اقتناؤه في الأسواق.. بما يعني أنّك أجير عند الذين استأجروا فمك لاغير..

ودون الوقوف عن ثمن كل حلقة والمنشورة على النيت.. وهي الأعلى ضمن كل الأبواق الدعائية الأخرى… أنت أيضاً مرتزق استطاع أن يخون بلاده من أجل الدولار لاغير.. و يكفي لعموم القراء أن يعودوا إلى صحيفة الروز اليوسف (23اكتوبر 2016) كيف كنت تهاجم التجربة الإخوانية بمصر وبالحرف  “كلنا كنا متفائلين فى بداية توليه الحكم، وما كناش متخيلين إنه هيعمل كدا فى البلد، ومرسى شريك ومسؤول عن كل ما يحدث فى مصر إن لم يكن الشريك الأول”…

هكذا أنت.. لا ذنب عليك لأنك ممثل لا قناعة لك بما تقول .. فقط يؤدي الأدوار المرسومة له من المخرج العام الإخواني لتبييض وجه من غازل أخيراً إسرائيل وسارع من جديد إلى بعث سفيره إلى تل أبيب دون أن يتلقّى أيّ ردّ لحد الساعة منهم..
لن تستطيع أن تهاجم منقد الأمة من الضلال وباعث أمجاد الخلافة العثمانية.. لأنّك عون خدمة لاغير..

لكن سيلاحظ المرء أنّك خصّصت لبلدي المغرب أكثر من ثلاث حلقات دون غيره ممن هاجمتهم من دول أخرى.. وهو استثناء..
طبعا المغرب يشكل استثناء مخيف ومرعب للمشروع الإخواني بالمنطقة في الشكل كما المضمون.. في الطرح كما الأسلوب..

فأنت تعرف ومن وراءك موقف المغرب من صفقة القرن.. ولم يوقع اتفاقية ( ابراهام) وليس له سفير باسرائيل.. مقابل سفيرها بمدينة رام الله.. ولم يكتب رسالة ود وصداقة إلى الرئيس الاسرائيلي كما فعل المرحوم الرئيس مرسي أثناء مروره بمصر.. هذا هو التطبيع الحقيقي المذلّ

أنت تعرف كما يعرف مشغّلك أننا طيلة 45 سنة ونحن نحارب من أجل استرجاع أقاليمنا الجنوبية وحيدين…قيادة وشعباً.. دون أن نتخلّى عن القضية الفلسطينية ودون أن نستغلّ تناقضاتها الداخلية للزج بها في معركتنا الوطنية كما فعل البعض هنا وهناك..

هم يعرفون أن مقاربتناللصراع هناك ليس عقائديا بل حقوقيا إنسانيّاً  وهو استثناء فبقدر ما هو ضد الرؤية المتطرفة المتمثلة في إلقاء اليهود في البحر وإنشاء دولة إسلامية، بقدر ما هو ضد الرؤية المتطرفة للصهاينة لليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثلة في طرد جميع غير اليهود من إسرائيل التاريخية..

هم يعرفون جيّداً… أنّ جد ّ أجدادنا سبقوهم إلى مناصرة المقدسيّين والدفاع عن القدس الشريف منذ أكثر من 800 سنة.. هم الأجداد أنفسهم الذين قاوموا توغّل الخلافة العثمانية لاحتلال المغرب.. هي المعادلة القديمة التي لم تغيّير مع أحفاد أحفادهم اليوم..

لذلك كان من الطبيعي والأخلاقي والشرعي أيضا أن تترأس بلدي لجنة القدس المنبثقة عن أول مؤتمر إسلامي بالرباط غداة حريق الحرم الإبراهيمي آواخر ستينيات القرن الماضي…وبقينا أوفياء إلى الآن.. لا كشعار تدغدغ به مشاعر المسلمين والمسلمات في العالم.. أو كصك تجاري نحشد به المجاهدين كي نلقى غيرهم في البحر..

بقينا أوفياء لما تركه أجدادنا من خدمات اجتماعية للمقدسيين هناك .. ويكفى أن تعرف أن جميع أفرنة القدس تقدم الخبز مجّانا للساكنة منذ زمان.. وبدون ضجيج إعلامي تماما كحضور المغرب خلال هذه الأزمة الوبائية..

نعم ما يزعج مشغليك ايها المعتز بغير الله.. هو ظهور نهضة أمة مغربية بعمقها الحضاري وريادتها لنمودج إسلامي معتدل يدعوا إلى جمع الأمة لا إلى تشتيتها كما انتم بليبيا.. وسوريا.. وقطاع غزة.. وو

هذا ما يفسر الصراخ والعويل الذي أصابكم لحظة انتزاع واعترف أكبر دولة بأقاليمنا الصحراوية.. أما فتح مكتب الاتصال فلم يكن إلاّ دريعة للهجوم المنظم ضد مصالحنا الوطنية لشعب علّمكم أن الوطن هو المرتبة الثانية في شعاره بعد الله..
علّمكم أننا كمغاربة.. أيّاً كانت قناعاتنا الأممية اشتراكيين كنا أو شيوعيين أو إسلاميين حين تتعارض مع مصالحنا الوطنية..

ننتصر للوطن..
ولا نخونه مثلك.. أيها المعتز بغير الله..
وقبل تودعيك هل مازال سيدك لم يتوصّل بأي ردٍّ من تل أبيب بعد مغازلته وتوسّله الأخير..


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading