محمد بوسعيد//
احتضن أحد الفضاءات بمدينة أيت ملول ليلة الجمعة 24 يونيو 2016 الجاري ،اشغال الدورة الخامسة للحلقات الدراسية التي ينظمها مركز مدنيتي للتكوين و الاعلام ،حول موضوع “النخبة السياسية بالجهة وسؤال الخصوصية الثقافية الترابية “.
وتميز افتتاح أشغال هذه الحلقة ،بكلمة محمد باجلات ،نائب برلماني بأكادير عن حزب الوردة ،تضمنت تشخيصا لواقع النخب السياسية التي عرفت تطورات وتغييرات حسب خصوصياتها ،وأوضاع كل مجتمع على حدى .غير أن المغرب عاش مفارقة غريبة في هذا الشأن ،فبعد أن كان يعيش بعدا سياسيا يتسم بالحصار ،كان انداك يتوفر على نخب تلعب ادوارا طلائعية .لكن مند ما يسمى بالعهد الجديد ،تراجع مستوى نخبنا مما يطرح تساؤلات عديدة ،فهل النخب السياسية المغربية أصبحت منعزلة تلقائيا ،أم بفعل عوامل التهميش ؟.
باجلات كشف في ذات اللقاء،عن ذهوله لمستوى معظم البرلمانيين الذين لا يتوفرون على الحد الأدنى للمساهمة في التشريع ،وما بالك بممارسة الفعل الثقافي .الأمر الذي ينجم عن ذلك ،خلل في الممارسة السياسية و اجترار هذه الوضعية ستسير لا محالة نحو إضعاف الفعل السياسي .مبرزا أن مؤسسات الاعلام بتجلياتها ،ترتكز على البعد السلبي للسياسيين وتبخس العمل السياسي وعدم دمقرطة الشأن الثقافي ،مما يجعل المواطن العادي يرى في السياسي أنه يبحث على المصلحة الذاتية .الشيء الذي ينذر في أفق قريب لاستهلاك المواطنين لجميع الحلول الممكنة ،وبالتالي خلق شرخ ما بين النخبة وعموم المواطنين وشل البناء السياسي .
هذا وقد تساءل ذات المحاضر ،عن الدور الذي تلعبه نخب جهة سوس ماسة لتثبيت وترسيخ الهوية المغربية ” تامغربيت “،في حين مازالت بدورها تعاني من التعليق من خلال عملية البطء من أجل تفعيل الهوية ،كنتاج عن مجموعة من تلاقي المرجعيات الترابية و الإثنية بالنسبة للمجتمعات .
إلى ذلك ،فقد شددت باقي المداخلات على ان الثقافة أداة لتحويل المجتمع و إخراجه من الركود ،وهي ثورة هادئة بدون سلاح و لا صراعات دموية .بيد أن هناك اختلالات تحول دون التحكم على المسألة الثقافية ،حيث واقع التنوع الثقافي بالمغرب ،مازال في مرحلة جنينية ،ناهيك عن غياب مشروع وطني ثقافي و العدالة الثقافية ،مما ينجم عن ذلك مجتمع مريض .بالإضافة إلى أن فيما مضى كان للدولة قطيعة لكل ماهو ثقافي،إلى ان جاء دستور 2011 الذي قام بتحويل اختصاص الشأن الثقافي إلى المنتخبين .وبعد مرور خمس سنوات عن ذلك لوحظ ردة وسحب هذه الاختصاصات للنخب ،نتيجة لممارسة وزارة الداخلية التي لها حساسية من بعض الأنشطة الحزبية ومهرجانات .مما يطرح أمام النخب السياسية تراجع حول المكتسبات الثقافية .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.