هل الانتخابات تعبير موضوعي لمسارات أخرى للسلطة ستحرك عقارب الإصلاح!!  

بقلم : خديجة بنميك

من المؤكد أن مواكبة العرس السياسي ( الإنتخابات) دفعنا مرة أخرى إلى التساؤل عن واقع الإصلاح بالمغرب ! وأن حزب التجمع الوطني للأحرار وحلفائه اليوم يقعون في قلب عاصفة الإختيار العقلاني الموجِه للرأي العام.

فهل يتعافى المغاربة بالوعود الانتخابية ؟ الجواب سيكشف عنه قدرة الحزب ومن معه في التدبير والتنسيق .فما هو مرجو منهم هو أن لا تكون تلك الوعود مجرد عروض “بالسبرماركت ” هدفها تجاري فقط، لأن الشعب تواق للعمل وللإنتاج وللتغيير أيضا لكي يتمكنوا من التسوق بلا عارض.

فالواقع يَئِن على إثر تراكم كم هائل من المآسي التي تفاقمت مع الجائحة التي زادت الفقراء فقرا والضعفاء ضعفا، فضاقت الأرواح والصدور قبل أن تضيق الجيوب ، وبالتالي فأي إصلاح ينبغي أن يكون واقعي و استعجالي لأن الواقع لا يحتمل أي تأجيل ،كما لا ينبغي أن يكون مسار الإصلاح مجاني ولامجانب للصواب..لكي لا ينضاف ويكشف عن عبثية وسلبية الحال .إننا هنا لسنا لا من دعاة الأزمة ولا من دعاة التبخيس وإنما الانتخابات بالنسبة لعدد من المغاربة هي فرصة لتحقيق عدد من الانتظارات .
لذلك فإن ما يعزز ارتفاع نسبة مشاركة المغاربة في الانتخابات هو رغبتهم في معانقة العيش الكريم قبل كل شيء.

ولا يفوتنا في هذا السياق التذكير بظاهرة غريبة ومتوقعة تستدعي من الملاحظة أكثر من مقاربة وهي أن التوجهات الإسلامية السياسية المتمثلة في حزب العدالة والتنمية قد مُسِخَتْ انتخابيا ، فكان العقاب على إثر جريمة جعلتنا نعيش في زمن ما قبل الإصلاح الواقعي، في الوقت الذي كان علينا أن نكون قد وصلنا إلى زمن جني الثمار ،ذلك أن وجودها (اي العدالة والتنمية) بُنِي على المشاعر أكثر منه على الأفكار وحكمها سياق 2011 وما بعده فكان الرجاء فيها ،بيد أنها أخفقت في تفعيل أقوالها المبنية على مبادئ وأسس إسلامية ،والتصويت العقابي لهذا الحزب يجعلنا ندفع بالسؤال الى الطرح ؛هل سقوط أسهم الحزب في بورصة الإنتخابات هو اعتراف ضمني بإفلاس القيم الإسلامية التي كان من دعاتها أم هو نقد إلى ذات مُحْبَطة أَمست عاجزة عن تمثل هذه القيم؟وغالبا أن الشق الثاني من السؤال هو نتاج لتفاعل مع الشق الأول لتبقى هذه الفرضية ممكنة إلى حد ما.

أما جناح اليسار فهو الآخر يضع نفسه في قلب النقاش على اعتبار أنه يفترض في التحالف خاصة على المستوى المحلي قيود تذكرنا مرة أخرى أن اليسار له وجه واحد هو ” وجه الطهارة” المتعالي عن أوجه الفساد لذلك يعتبر أن أي مكسب انتخابي حصل عليه هو خالٍ من شيطانية الانتخابات.

من المؤكد إذن أن التحالفات المشكلة للحكومة المقبلة ستكشف عما في العلبة السوداء التي ينبغي أن لا تكون استنساخ لماض حكومي قد انقضى زمنيا لكن تبعاته الاجتماعية مازالت تتوالد وبالتالي ينبغي أن تكون تلك الوعود في قلب الممارسة الديمقراطية وليس قَلْبًا لها،
فالقاسم الانتخابي كان قاسم اجتماعي قبل كل شيء وقال كلمته الأخيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد