نون النسوة بالمجالس المنتخبة : أدرار نموذجا
أزول-بريس : الحسن بنضاوش //
بعد تجربة أولية للمشاركة النسائية في تدبير الشأن المحلي، ما بين 2009 و 2015 م والتي كانت متواضعة جدا لكونها مرحلة تجريبية بالأساس، كانت المرحلة الثانية الممتدة ما بين 2015 م و2021 م في حاجة ماسة للدراسة والتقييم من أجل التجويد والوقوف عند مكامن الوقوع .
وفي سنة انتخابية بإمتياز، وأمام تجويد للقوانين التنظيمية الانتخابية، وما عرفته من مكاسب تصب في خانة النساء، وتمكينهن أكثر على الاقل عدديا، وفي المواقع تمهيدا لمراحل مستقبلية تجعل نون النسوة حاضرة بقوة في المجالس المنتخبة وفي مراكز القرار، لابد من الوقوف عند تجربة المنتخبات بأدرار في الدوائر الاضافية، وتقييم عملهن وتجربتهن السياسية بالمجالس المنتخبة .
والملاحظ أن المنتخبات بأدرار أيت صواب وعددهن محدود جدا بالمكاتب المسيرة للجماعات الترابية، والباقية مستشارات جماعيات فقط ، يحضرن بشكل دائم في جميع الدورات العادية والاستثنائية وهي أقل غياب بكثير من الرجال .
إلا أن دورهن في المجالس المنتخبة يقتصر في غالب الأحيان على الحضور في الدورات العادية والاستثنائية والتصويت مع الاغلبية حفاظا على وضعهن ودون الدخول في متاهات المعارضة أو التعبير عن الرأي المخالف وإن كن لا يتفقن أو لهن رأي مخالف في القضايا وأمور تهم المجالس المنتخبة وساكنتها .
وما يستغرب له في مسار هؤلاء النساء، غياب التنسيق بينهن وعدم استحضارهن لقضايا النساء وهمومهن في الجماعات الترابية طيلة الولاية الانتخابية، وربما يعود ذلك الى قلة الخبرة بالتدبير الشأن المحلي، وغياب التمكين من اليات المشاركة السياسية وتفعيل دورهن داخل المجالس المنتخبة .
وأمام هذا الوضع الذي تتحمل فيه الاحزاب السياسية مسؤولياتها في غياب الاعداد القبلي عبر التكوين والتأهيل للعنصر النسوي قبل الانتخابات الجماعية، والاكتفاء بسد الفراغ بأسماء ومل مقاعد الدوائر الاضافية مع وقف التنفيذ، ثم المجتمع الذي مازال ينظر الى المراة بأدرار أنها غير مؤهلة للمشاركة في تدبير الشأن المحلي، واستمرار نظرة خاصة لكل من سولت لها نفسها دخول غمار السياسة، وهذا يقيد حرية المنتخبات في التعبير عن رأئهن والدفاع عن حقوقهن و الترافع حول قضايا النساء بالجماعات الترابية .
ولربح رهان التنمية، ومواكبة تطور القوانين، واحتمال زيادة عدد المنتخبات بأدرار عموما في الانتخابات الجماعية المقبلة، يجب على الجميع دعم مشاركة النساء في تدبير الشأن المحلي، ورفع الحصار المجتمعي بإسم الدين والتقاليد على النساء للمشاركة وتفعيل دورهن في المرحلة المقبلة من تاريخ البلاد .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.