نريد لباسا يمثلنا

بقلم : وليد علا

نريد لباسا يمثلنا بعد أن مثل ثقافة الغرب،فقد أصبح شبابنا مسجونا في موضة العصر،فلا هي تمثل لباسنا المغربي الأصيل بعدما كنا مرتبطين بالجلباب والطربوش واللثام ،وكان انشغالنا منحصرا في قراءة الكتب ونظم القريض والمشاركة في المساجلات والأندية الأدبية ،والدعوة إلى العلم وهجر البدع ،وكنا نتسابق للباس السلهام والاقتداء بأدبائنا الأجلاء فها نحن غرباء اليوم في مكان جغرافي يغلب عليه التقليد واتباع الجديد اقتداء بما هو غريب.

نريد لباسا يمثلنا لنميز بين الأنا والآخر بدل المحاكاة العوجاء،لقد أصبح شبابنا تائها فلا هو بالأصالة ولا هو بالمعاصرة همه الوحيد جمع المال وارتداء ثوب الأدغال انسلاخا عن هوية الأجداد.والملاحظ ونحن نجوب شوارعنا نصادف أشخاصا بسراويل مزركشة ضيقة مشرذمة، وحلاقة كأرض زراعية نصفها خالية والأخرى بالية ناهيك عن مشي عجيب شبيه بالحمام والديكة.

نريد لباسا يمثلنا بعد أن صرنا أناسا نقتفي أثر الخطر ونقدس ما هو آت من وراء البحر فحالنا اليوم يبكينا بالجمر لأننا تركنا الدين خلفا لا نبالي ولم نترك لنا غير انتساب فلم نعد نذكر جيل السلف فقد حسبناه تخلفا ورجعية للزمن لقد كنا في الأيام الخوالي مثالا للتربية والأخلاق والهندام الحسن فما أحوجنا لزمن كنا فيه نتهافت على الأقلام وكان انشغالنا حول مضمون الكتاب وقراءة القرآن والاستماع إلى الآذان فها نحن اليوم بثقافة “عطيني صاكي” نبالي وبرامج الذل نلنا بها المعاني حتى جعلت شبابنا في خبر كان فقلدت لباس (الفنان) ورفضت توجيهات الأستاذ واعتبرتها من صفات الشيطان، فحالنا شخصه* النميشي * ببيت شعري جميل نظمه بحبر جليل بقوله:

العلم أجمل حلية للإنسان *** فاسعوا إليه معاشر الشبان
وردوا بشوق مترعات حياضه***متسابقين تسابق الضمآن
واسعوا بأسراع لقطف ثماره***من قبل فوت الوقت والإبان
وتنافسوا في نيل كل فضيلة *** وتشبثوا بأوامر القرآن
وعلى عقائد دينكم فتحافظوا*** إن كنتم تسعون للإيمان
كم زل في درك الشقاوة ملحد***ونجا المقر بوحدة الرحمان

نريد لباسا يمثلنا لبناء هوية الأوطان والسير نحو الأمام ليسلم أبناؤنا من الخسران. إن حالنا اليوم يستدعي إحياء التاريخ والتشبث بأوامر القرآن والرجوع إلى العلم وتحسين الهندام واحترام الأستاذ فجيل “عطيني صاكي” أصبح يأتي إلى القسم وهو مطلي بالألوان.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading