نريد ان نفكر بصوت مرتفع ..ما مصير تصميم دواري إليغ والزاوية بجماعة سيدي أحمد أوموسى؟
أزول بريس - عبد الله أحجام *
على هامش ارتباك مجلس جماعة سيدي احمد اموسى في موضوع تصميم النمو لدوار اليغ وزاوية سيدي احمد اموسى، نريد ان نفكر بصوت مرتفع من خلال طرح الاسئلة التالية:
ماذا بعد تأجيل المصادقة على تصميم النمو لدواري اليغ والزاوية بجماعة سيدي احمد أموسى؟
ما علاقة تصميم النمو بالتخطيط الترابي؟ ما هي سبل التثمين للموروث الثقافي في ظل وثائق التعمير الحالية؟
ما دور الجماعة الترابية في وضع تصوراتها لتنمية المجال ومدى اختصاصاتها للمساهمة في بلورة وثيقة تعمير متوافق عليها؟
تساؤلات وغيرها أريد تقاسمها مع الفعاليات المختصة والمتهمين بشان التنمية الترابية، من باب اغناء النقاش وبعيدا عن أية مزايدات ومحاولة الركوب على الموضوع،
بعد الارتباك الواضح الذي حدث للمجلس الجماعي لجماعة سيدي احمد أموسى في دورته الاستثنائية ليوم 07 يوليوز 2021 على الساعة العاشرة صباحا لمناقشة النقطة الفريدة المتعلقة بدراسة مشروع تصميم النمو الخاص بدوار اليغ ودوار الزاوية، لابد أن نسترجع تسلسل الأحداث وكيف تمت؟ لطرح تساؤلات هدفها الوحيد هو معرفة الامور لتفسير سبب الارتباك ومال تصميم النمو:
- أولا لابد أن نشكر مجهودات التقنيين المبذولة لاقتراح نموذج لتصميم النمو، وان كان لا يرقى إلى ما نطمح إليه. ونحن هنا لا نشاطر بتاتا كل من يدعون إلى إلغاء هذه التصاميم بشكل تام.
- موضوع الاشتغال على موضوع تصميم النمو ترجع إلى ما يزيد عن أربع سنوات مضت، لكن كيف تم التشاور؟
- مقتضيات الظهير الشريف رقم 063.60.1 بشأن توسيع نطاق العمارات القروية ينص في الفصل 3 إلى ما يلي : ” ويخضع مشروع التصميم … إلى بحث يدوم شهرا واحدا يطلع خلاله العموم عليه ويدون ملاحظاته بشأنه، ويعلن عن إيداع هذا المشروع بإلصاق الإعلانات الخاصة به بمقر السلطة المحلية المعنية بالأمر.
ويستشار المجلس القروي من جديد فيما إذا قدمت ملاحظات أثناء البحث وبعد ذلك يصادق على التصميم المتحدث عنه بموجب قرار يصدره العامل…”
هذا النص يحدد دور المجلس الجماعي في “الاستشارة” بناء على “الملاحظات” التي تم تسجيلها أثناء البحث العمومي، وبالتالي على المجلس الجماعي إعداد ترافعه بشكل علمي ومنهجي لإقناع تقنيي سلطات الوصاية على التعمير بالتعديل المقترح. وهذا للأسف لم تنهجه جماعتنا الموقرة… فعوض تدارس موضوع الدورة الاستثنائية ليوم 07/07/2021 والذي تمت الدعوة إليها، أسرع السيد رئيس الجماعة بطلب اغلبيته للتصويت لصالح التأجيل بدعوى أن اللجنة لم تتدارس الموضوع؟ والواقع ان لجنة المرافق العمومية والبيئة والتعمير قد عقدت اجتماعها يوم 22 يونيو 2021 (بعد دعوة كافة الأعضاء والتأكد من توصلهم) لكن بسبب تخلف أعضاء الأغلبية وبالتالي غياب النصاب القانوني لاجتماع اللجنة… لكن حضور ممثل الوكالة الحضرية وبحضور تقنيي الجماعة تم تدارس تصميم النمو لزاوية سيدي احمد اموسى وتم وضع مجموعة من التوصيات، مستحضرين توصيات اللقاء المنعقد بمقر ملحقة الوكالة الحضرية بتيزنيت والذي ترأسته السيدة المديرة وبحضور المديرية الجهوية والإقليمية للثقافة وكذا ممثل قسم التعمير بالعمالة ورئيس الجماعة … خلال هذا اللقاء تمت صياغة توصيات (لكنها ليست باسم اللجنة الدائمة بسبب غيابهم الغير المفهوم؟). وهنا نلخص هذه التوصيات:
- إعداد دراسة تقنية لموقع اليغ في شموليته نظرا لأهميته التاريخية والعلمية، حيث أن التنقيب لم يتم بعد بمآثر اليغ القديمة.
- .رفع ملتمس إلى المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بتنظيم يوم دراسي حول موقع اليغ بمشاركة المهتمين والباحثين والتقنيين وذلك بهدف وضع خارطة الطريق للتثمين الثقافي.
- مراعاة الأهمية التاريخية والدينية والثقافية لزاوية سيدي أحمد اوموسى من خلال الأخذ بعين الاعتبار موسم الولي الصالح سيدي أحمد اوموسى، وتغطية المركز بتنطيق ملائم يراعي المواقع التاريخية والدينية وذلك بهدف تثمين الموروث الرمزي واللامادي للمنطقة. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار كون المركز مهدد بالفيضانات مما يجب علينا التريث للتفكير في إمكانيات أخرى وذلك بإشراك الساكنة المحلية وتنظيماتها المدنية في اقتراح البدائل لتعمير المجال وتجاوز الاكراهات الحالية.
- تجديد رفع ملتمس إلى وزارة الثقافة من أجل تقييد اليغ بهدف الترتيب وفق مقتضيات القانون 22.80. ويطلب من الجماعة تقديم طلب في الموضوع.
- تمكين الجماعة بالصور الجوية لمركز اليغ والزاوية، وضرورة إدخال مدرسة لالة مريم وملحقة الإعدادية ودار الطالب في تصميم نمو دوار الزاوية.
- إحداث بنيات تحتية لتثمين التراث اللامادي والرمزي لزاوية سيدي أحمد اوموسى (متحف وخزانة …).
- تأجيل المصادقة على تصميم النمو لدوار الزاوية على غرار دوار اليغ، إلى حين تنظيم يوم دراسي لتثمين التراث المادي واللامادي بجماعة سيدي أحمد اوموسى….
كما أشير إلى انه ليست المرة الأولى التي تجاوز فيها السيد رئيس الجماعة اللجن الدائمة، حيث تم تدارس نقط في جدول أعمال الدورة لم تطرح بتاتا على اللجان الدائمة؟ وكم من مرة تقدمنا بملاحظات في هذا الشأن ولم يتم تأجيل النقط موضوع المناقشة؟
وهنا نتسائل ما علاقة الاجتماع الذي تم بمقر الولاية في نفس التوقيت الذي انعقدت فيه الدورة الاستثنائية بجماعة سيدي احمد أموسى؟ وهل التأجيل طالبت به السلطات الوصية؟ خلافا لما قيل لنا؟ هذه أسئلة نطرحها للرأي العام وللمهتمين بشان تثمين التراث بغية الحصول على المعلومات الصحيحة في هذا الملف، وذلك بهدف تمكين الجميع منها ترسيخا لقيم الشفافية والوضوح في تدبير الشأن المحلي؟
- وعلى هامش الدورة الاستثنائية المؤجلة إلى اجل غير مسمى؟ أو إلى ما بعد انتخابات شتنبر 2021، تمت مناقشات ودية من اجل إعداد جيد لتصميم النمو يستجيب لمنتظرات الساكنة والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، وذلك من خلال:
- تنظيم يوم دراسي حول تجارب تثمين الموروث الثقافي انطلاقا من تجارب معينة (نموذج تجربة تأهيل قصبة ايت بن حدوا،…) بحيث نتوخى من وثيقة التعمير التي سيتم إعدادها أن تعكس الاستجابة للظروف البيئية والاجتماعية للمنطقة سواء من الناحية الجغرفية والتاريخية وتأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المناخية (الحرارة، الرطوبة، التساقطات والرياح السائدة،…) بالإضافة إلى سيناريوهات التكيف مع التغيرات المناخية التي أصبحت مستجدا جديدا، حيث سبق للمنطقة أن تعرضت إلى فيضانات عديدة على طول واد تازروالت وامجكاكن)..
- تنظيم زيارة ميدانية لتجارب سابقة في مجال التثمين الثقافي بالمغرب (قصبة تاوريرت مثلا…) من طرف التقنيين من الوكالة الحضرية وتقنيي الجماعة وبعض الفاعلين المحليين وذلك بتشكيل لجنة مصغرة للتحضير لليوم الدراسي، والذي نريده أن يكون لتدارس السيناريوهات الممكنة من طرف الخبراء في تثمين الموروث الثقافي كمدخل لتجسيد النموذج التنموي الجديد بشكل تشاركي. وما أحوجنا إلى التشاور المتعدد الإطراف بمشاركة الفاعلين التقنيين والعلمي والمنتخبين والمجتمع المدني والمهتمين.
- ربط دوار اليغ ودوار الزاوية بخصوص دراسات التثمين الثقافي، إذ لا تبعد اليغ عن زاوية سيدي احمد أموسى إلا بحوالي خمسة كيلومترات، ويشهدان على تاريخ وجغرافية مشتركة، وتوفرهما على مؤهلات تراثية مادية ولامادية.
- جعل وثيقة التعمير لجماعة سيدي احمد أموسى رافعة للتنمية الترابية من خلال تثمين موروثنا الثقافي والطبيعي وإرساء البنيات التحتية للنهوض بالسياحة الثقافية والبيئية والتضامنية بالمجال.
- في ظل غياب الإمكانيات المادية لدى جماعة سيدي احمد أموسى (في الظرف الراهن) نظرا لضعف مداخيلها رغم كونها غنية من حيث مواردها الطبيعية (المقالع الرملية والحصى، محميات القنص، موارد مائية …) ومن حيث رأسمالها الرمزي والتاريخي (موسم الولي الصالح سيدي احمد أموسى، دار اليغ، موسم اسمكان باليغ، تاركانت اسمكان، موسم افقيرن اداولتيت،….) كلها مؤهلات قابلة للاستثمار الثقافي في سياق صناعة ثقافية واعدة، إذا ما تظافرت جهود المجتمع المدني والجماعة الترابية والقطاعات الحكومية المعنية والوصية وفق مقاربة تشاركية وترابية وشمولية، وبعيدا عن المقاربة الاحسانية والترقيعية.
- ونحن على أبواب انتخابات جديدة وفي سياق الحديث عن النموذج التنموي، وكذا الحديث عن المشاركة والمقاربة التشاركية كمنهج لترسيخ الديمقراطية التشاركية لدعم بناء الصرح الديمقراطي بالمغرب، نتسائل عن كيفية ماسسة “التشاور” بحيث أن كلمة التشاور والمقاربة التشاركية مذكورة مرات عديدة في دستور 2011، كما أن هناك عدة آليات تشاورية تتيحها قوانين الجماعات الترابية لكنها بدون تفعيل في الواقع… مما يحتم على الفاعلين الترابيين والقطاعات الحكومية بذل مزيد من الجهود من اجل تشاور مبني على الإنصات والعمل المشترك مع الفاعل الترابي والمدني لتجاوز النظرة القطاعية الصرفة.
وختاما ندعو كل الضمائر الحية وكل الغيورين والمهتمين بالشأن الثقافي والفعاليات المدنية المحلية إلى اليقظة وتتبع مجريات الموضوع وذلك للمساهمة في بناء الصرح الديمقراطي الذي نتوخاه جميعا وبناء نموذج للصناعة الثقافية من اجل تنمية بشرية مستدامة.
*عبد الله أحجام : رئيس لجنة المرافق العمومية والبيئة والتعمير، جماعة سيدي احمد اموسى، إقليم تيزنيت
….
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.